الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
أيقونتا اليسار الديمقراطي الشعبي ثورية تناني ونبيلة منيب

لا تدعيهم يحبطونك يا نبيلة منيب!

 
ثورية تناني
 
تحتاج ظاهرة الهجوم المستمر على الرفيقة نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إلى قدر كبير من الفهم، وقدر أكبر من المراجعة والتصحيح.
إذ ليس صحيحا أبدا أن سبب الهجوم عليها يعود إلى رغبتها في تسليط الضوء ولفت الأنظار لها ولحزبها، كما يزعم بعض قصيري النظر! ولقد سمعت أحدهم، وقد بلغ به الحماس لدرجة جعلته يعلن أنها هي من اخترقت حسابها من أجل البوز! وقد صدمني ما قرأته اليوم لامرأة تحتجّ على الأمينة العامة وتدعوها إلى إغلاق حسابها الذي يجلب العار للحزب!؟
كما أنه ليس صحيحا تماما اعتبار استهدافها بهذه الطريقة الفجة والمستهجنة فقط استهدافا لحزبها أو لفيدرالية اليسار التي تنتمي لها.
ولكن أقولها، وبالفم المليان، على حد تعبير أخواتنا المصريات: إن هذا الهجوم البغيض يعود لكونها امرأة اقتحمت مجالا لا يزال حكرا على الذكور.
ولأنها دخلته بصباطها ودون استئذان من أحد، وصالت فيه وجالت، وما رضيت أن تكون ديكورا ولا ظلا، وهي صاحبة العبقريتين، عبقرية التلقائية، وعبقرية الشجاعة.
ولأنها أطلقت صرخة الوعي بضرورة ولوج النساء إلى مراكز القرار، وقيادة الأحزاب، فرفعت راية التحدي من أجل فكر يستعيد وهج الزعيمات والسلطانات المنسيات، محاولةً، بلا ملل ولا كلل، أن تقرن القول بالفعل، والنظرية بالممارسة.
ولأنها جعلت من موقعها، كأمينة عامة للحزب، تواصلا مستمرا مع المناضلات والمناضلين في المداشر والقرى.
ولأنها طرحت سؤال القيادة والقوة في اتخاذ القرار، وهي صفة هامة لكل قائد، كما أنها جسدت فكرة أن الخلاف لا يفسد للود قضية، فسعت جاهدة إلى مواجهة الخلافات داخل حزبها بحكمة ومسؤولية.
ولأنها أثبتت حقيقة كون النساء قياديات بالفطرة، يعملن بأقصى طاقاتهن وإمكانياتهن، وينظرن إلى المجتمع نظرة إبجابية منفتحة على خبراتهن وعلى الواقع.
ولسبب ما تذكرت الكاتبة الفرنسية جورج صاند، وهي كما نعرف روائية ومفكرة ومناضلة، فقد كانت مكروهة من طرف معاصريها من الرجال وفي مقدمتهم بودلير، ليس بسبب أفكارها السياسية والاجتماعية، وإنما بسبب مناصرتها للمرأة وقضاياها!
كانت لا تبالي بهجومهم وكراهيتهم، ويحلو لها أن تثير غيظهم، فترتدي البنطلون وتدخن الغليون...