للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
بعد إمارة "تمارستان".. جماعة الإخوان تترامى على أسماء شوارع العدوة الثانية "سلاخستان"
جلال مدني
لم تكد تخمد النيران، التي أشعلها إخوان البيجيدي في عدة مدن مغربية منها طنجة، وبالخصوص في مدينة تمارة، التي حوّلوها إلى إمارة "محررة"، انطلق بيجيديو مدينة سلا، مستأسدين بأميرهم عمدة المدينة ورئيس ديوان رئيس الحكومة، جامع معتصم، لوضع اليد على أسماء الشوارع والساحات، والبداية مع اسم شيخهم، الدكتور عبد الكريم الخطيب، الذي كان أحد أعمدة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وكان مندسا في الساحة المغربية، من القصر الملكي، إلى البرلمان، إلى الحقل الحزبي، ولم يمكن أن تكون له كل تلك الحظوة خارج التفاني التام في خدمة أجندات أجهزة الاستخبارات، وتقديم الخدمات، من قبيل زرع قنابل موقوتة أمام الحركة الوطنية، لفك الارتباط الوثيق الذي كان بينها وبين الملك محمد الخامس، إذ كان هذا المجند الإخواني وراء كل الحرائق التي وُضعت أمام حكومة مولاي عبد الله إبراهيم، وأحد المساهمين في فبركة المؤامرة المزعومة حول محاولة اغتيال ولي العهد آنذاك الراحل الحسن الثاني، وهؤلاء هم من تحدث عنهم المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري، في مذكراته، حين وصفهم بـ"خصوم الوطنية والتحرر داخل دار المخزن"، ورَصَد "مناوراتهم ومؤامراتهم بهدف إسقاط حكومة عبد الله إبراهيم، فلجأوا إلى الكذب على الملك الراحل محمد الخامس، وإلى استعمال مختلف الأساليب المخزنية البائدة، التي كانوا يتقنونها، وسلكوا أساليب شيطانية رخيصة هم وعملاء الاستعمار وأصحاب المصالح والحاقدون والموتورون، وجميع هؤلاء كانت أسماؤهم وأخبارهم معروفة لدينا"، وضمنهم كان المجند الإخواني الدكتور عبد الكريم الخطيب، وكان الهدف، أيضا، هو تصفية جيش التحرير، الذي كان انتقل إلى الجنوب لتحرير الصحراء، وضرب كل المعارضين في صفوف حركة المقاومة وجيش التحرير، من قبيل الفقيه البصري وعبد الرحمن اليوسفي ومحمد بنسعيد أيت إيدر وسعيد بونعيلات وحسن الاعرج وبقية اللائحة معروفة من خيرة الوطنيين والمناضلين الذين اعتُقلوا وقُدموا إلى المحاكمة، بل أكثر من ذلك امتدت المؤامرة إلى باقي أطر وقيادات المقاومة وجيش التحرير، الذين تصدروا مهام التدبير الترابي الجهوي، مثل محمد منصور والغالي العراقي، فكان الدكتور الخطيب وراء إشعال الحرائق في مناطقهم، إذ كان جزءا أساسيا من المؤامرات البئيسة التي أشعلها الحسن اليوسي، أول وزير داخلية، ولجأ إلى المنطقة، التي كان يديرها الغالي العراقي، الذي كان الخطيب وضع أمام يديه قنبلة أخرى بنبش قبر عباس المسعادي، وكل هؤلاء الشرذمة، هم من أسسوا الحركة الشعبية، وعملوا مع المتآمر الأكبر أحمد رضى اكديرة، مستشار الحسن الثاني، وأسسوا جميعا ما سمي بـ"الفديك"، جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية، وهم جميعا من كانوا وراء بروز ما سمي بـ"سنوات الرصاص"...
هذا الإخواني المندس في المغرب هو من أظلمت سلا بإطلاق اسمه على أحد شوارعها الطاهرة...
الترامي على شوارع المدن التي يسيرونها، شمل أيضا الدارالبيضاء، التي اسودت باسم الإخواني الراحل محمد باها، الذي لا يُعرف ماذا قدم للوطن وللشعب إلا التخندق مع سدنة الظلام، والولاء للمرشد وليس للمغرب، ولراية الخلافة وليس لدستور المملكة، الذي يعملون تحت رايته مخاتلة وتقية... ماذا قدم هذا "الباها" للمغرب والمغاربة حتى يعتلي اسمه الظلامي أحد شوارع مدينة الدارالبيضاء...
الترامي على شوارع المدن التي يسيرها بيجيديون هي خطوة ضمن مخطط أشمل لطمس الهوية الوطنية لفائدة أخونة المغرب والمغاربة، مثلما فعلوا في إمارة "تمارستان" بابتزاز المواطنين الراغبين في المصادقة على وثائقهم الإدارية بفصل الجنسين، وابتزازهم أيضا بشكل اللباس، ولم يبق إلا أن يتدخلوا غدا حتى في ماذا نفعل في غرف نومنا!!!
الظلام قادم.. يزحف على عينيك آبن عدي.. والمناضلون الحقيقيون هم الكفيلون بمواجهتهم، أما المتناضلون، من قبيل الحقوقية الصنديدة التي تلحس الكابة لأسيادها الخوانجية، فسيكون مآلهم هم وكافة الظلاميين مزبلة التاريخ...
