الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

جديد الإمام الإخواني حسن إكويسن.. اختفى عن الأنظار ليتنعّم بالبقاء في "بلاد الكفار"

 
أحمد عصيد
 
مجلس الدولة يؤيد الطرد
أعلن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، أمس الثلاثاء 30 غشت 2022، أن مجلس الدولة، وهو أعلى محكمة إدارية في فرنسا، أعطى موافقته على طرد الإمام المغربي حسن إيكويسن، معتبرًا، في تغريدة له عبر تويتر، أن هذا القرار يشكل "انتصارا كبيرا للجمهورية"، إذ إن الإمام الإخواني كان يدلي، وعلى مدى سنوات طويلة، بتصريحات معادية للسامية تقوض القوانين الجمهورية أو تنتهك مبدأ المساواة بين الرجال والنساء...
وكان دارمانان قد أمر سابقا بطرد إيكويسن بسبب أفكاره وخطاباته التي تعتبر غير متوافقة مع قيم الجمهورية. إلا أن المحكمة الإدارية في باريس علقت حينها قرار الطرد استناداً إلى الحق في عيش حياة خاصة وعائلية طبيعية. لكن مجلس الدولة، أسقط هذه الحجة، التي لا تهم حياة خاصة وعائلية، وإنما تهمّ نشر الحق والكراهية في عموم فرنسا...
هرب الداعية والخطيب الإخواني المغربي الأصل حسن إكويسن واختفى عن الأنظار بعد أن صدر في حقه حكم نهائي بمغادرة فرنسا وترحيله إلى المغرب. سلوك الداعية يستحق وقفة تأمل، فالرجل لم يدخر وسعا في إشاعة الكراهية ضد الجمهورية الفرنسية وقيمها، وبذل كل جهوده لسنوات طويلة من أجل جعل المسلمين لا يندمجون في الدولة "الكافرة"، ولكنه اليوم يهرب خوفا من ترحيله إلى المغرب!!!
 
إنها قمة النفاق والكذب على الناس، فالرجل يعتبر فرنسا بلاد "كفر"، ويرفض الحرية والمساواة والأخوة، ولكنه، في الوقت نفسه، يهرب من العدالة لكي يبقى في فرنسا التي لا يستطيع العيش خارجها!!!
 
لماذا لا يعود الداعية المتطرف إلى "دار الإسلام"، حتى يعيش بكرامة بين إخوانه المسلمين في مجتمع لا يساوي بين الرجل والمرأة ولا يحب الحريات ويعتبرها فوضى ويعتبر المسلم أفضل من غيره والإسلام الدين الوحيد الصحيح والباقي باطل؟!
 
إنها مفارقة تستحق التأمل، فالداعية الإرهابي يريد أن يتمتع بكل الحقوق التي تضمنها له فرنسا، ، ولكنه، في الوقت نفسه، يريد معاكستها بفقه ابن تيمية الذي يهدّم تلك الحقوق، وعندما نجمع قصته مع قصة شيخ الأزهر الذي يعود من فرنسا بالطائرة وهو يقرأ كتاب "أفول الغرب"، سنجد أنها مفارقة تجيب عن كل الإشكالية الكبرى لأزمة الإسلام السياسي في عصرنا، بل وأزمة الوعي الإسلامي عامة في علاقته بالحضارة المعاصرة.