عبد الكريم غيلان: كل التضامن مع رشيد أيلال وكل رواد الأنوار في مواجهة طيور الظلام
الكاتب :
"الغد 24"
عبد الكريم غيلان
عندما قرأت، بالأمس (الاثنين 14 مارس 2022)، خبر تعرض رفقينا العزيز الكاتب التنويري رشيد أيلال لاعتداء مشين من قبل أحد الظلاميين في مراكش، أحسست وكأنني تلقيت صفعة أعادت فتح عيني على أن هذه الكائنات المتحجرة، التي تنتمي إلى "أهل الكهف)، مازالت تواصل إفساد حياتنا العامة والخاصة، مازالت تهدد حلمنا بمغرب الغد، المغرب المشترك، المغرب المتعدد المتنوّع، الذي يسع الجميع...
لنعرض أولا للواقعة، من خلال ما كتبه صديقنا ورفيقنا وكاتبنا رشيد أيلال:
"تم التهجم علي، قبل قليل، في إحدى مقاهي مراكش، من طرف ملتحٍ، بالسب والتهديد بالضرب بسبب أنني كنت أقرأ فقرة من كتابي في تلك المقهى، الشيء الذي لم يعجبه، وطلب مني أن أتوقف عن القراءة... لما رفضت بدعوى أنني في مكان عام، وأنني من حقي أن أقرأ لمن يجلس معي، تهجم علي بالسب، وصفي بعدة أوصاف منها أنني ملحد..."!
كم استشعرت الأسى والألم، والحمم تتوقّد وتهزّ الروح والأعصاب أمام شهادة إدانة لقوم يعيشون بين ظهرانينا، يمثّلون أنفسهم حماة لله في الأرض، وكأن الله يحتاجهم للدفاع عنه، ولم يبق لهم إلا أن يشكلوا شرطة دينية، تفتّش ما بذات الصدور!
استشعرت الألم، لكن طغى عليه فيض الأمل، الذي ينفثه فينا بلا حساب أمثال رشيد أيلال وسعيد ناشيد وأحمد عصيد وصلاح الوديع وأحمد نشاطي وأسماء الوديع والشرقي المعانيد وغيرهم(ن) كثيرون وكثيرات، هؤلاء الذين يحملوننا إلى آفاق رحبة طافحة بالحرية والكرامة والعدالة، وبالإنسان في الأول والأخير...
لأنك تتنفس نسائم الحرية يا رفيقي رشيد...
ولأن رحيق الوطن يأتيك من وراء ظلال تلك المدينة الجميلة...
مدينة سبعة رجال، مراكش الحمراء، جامع الفناء حيث الخلد والبقاء، وسفوح الجبال الشامخة لأوكيمدن...
ولأنك رفيقي رشيد تصرّ على إعلان الحب وإعلاء كينونة الإنسان...
فإن طيور الظلام طاردتك وستبقى تطاردك، لأنك ترعبها في وجودها ومصيرها بشعلى الأنوار التي تتأبطها بالليل وبالنهار، في البيت وفي الشارع وفي المقهى وفي كل مكان...
نحن كلنا معك يا رفيقي رشيد، نقف بجانبك ونشد على يدك، ونبعث لك باقة ورد وتضامن مكين في مواجهة كل أشكال التهديد والإرهاب الفكري الممارس من طرف هؤلاء المتطرفين المجرمين...
نستعير اليوم، وبالأمس وغدا، تلك الكلمة القوية العالية، للشهيد عمر بنجلّون، الذي كان واحدا من أوائل المغاربة، الذين قبضوا على جمر الدفاع عن قضاياهم المبدئية، في عهد كان النضال يؤدي إلى كل أشكال التنكيل والتعذيب والبطش، من الاختطاف إلى السجن إلى المنافي وصولا أحيانا إلى التصفية والإعدام... عمر الذي ذهب ضحية الظلام والإرهاب، من أجل تحقيق مطالب الكادحين وآمال المستضعفين وأحلام كل أهلنا الطيبين، والذي بقي استشهاده جرحا موشوما في الذاكرة وغصة في الروح والأعصاب مازالت عالقة بي دون أن أستطيع نسيان فقدانه الرهيب، رغم أن الجريمة الشنعاء وقعت يوم 18 دجنبر 1975...، نستعير منه اليوم، وكل يوم، كلمته القوية، التي نتسلّح بها بكل فخر وكبرياء، إذ قال "الإرهاب لا يرهبنا والقتل لا يفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار"...
إنها رايتنا وعنواننا وروحنا وريحاننا وكل شيء جميل وشامخ في بلدنا وأهلنا نطوّقك به رفيقي رشيد مثلما نطوّق به كل قاماتنا ورموزنا الموجودين معنا داخل هذه المجموعة "لجنة دعم المفكر ناشيد"، وداخل وطننا العزيز، الذين يتحدّون سدنة التخلّف والتحجّر من قوى الظلام التي تريد أن تمارس الحجر والوصاية على الله وعلى الوطن وعلى الشعب...
شكرا لكم كلكم لأنكم معنا، شكرا لشموخكم ولكل ما تمنحونه لبلدنا من نور ونوّار...
فلكم منا جميعا كل الحب والتقدير والتضامن...
__________________________________
(*) إطار بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وكاتب رأي