الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
(صورة أرشيفية)

فدراليو الصحة يطالبون بحوار اجتماعي قطاعي حكومي جدي وحقيقي حول كافة ملفات "الجيش الأبيض"

 
حذرت النقابة الوطنية للصحة العمومية، العضوة المؤسسة للفيدرالية الديمقراطية للشغل، في بلاغ لمكتبها الوطني، توصلت جريدة "الغد 24" بنسخة منه، من المآلات الكارثية لـ"تفاقم أوضاع مهنيي الصحة بسبب استنزافهم"، مطالبة بـ"حوار اجتماعي قطاعي حكومي جدي وحقيقي حول كافة ملفات الشغيلة الصحية"...
وقال البلاغ ذاتنه إن المكتب الوطني للنقابة عقد سلسلة اجتماعات مفتوحة خلال الفترة المنصرمة، عبر تقنية التناظر المرئي، شكلت مناسبة للتداول حول أهم الأحداث والمستجدات، التي يرتهن عندها الوضع الصحي في المغرب، وخلص إلى التعبير عما يلي:
⬛ يأتي اليوم العالمي للصحة لهذه السنة في ظروف خاصة، إذ مرت أكثر من سنة على ظهور وباء كورونا الذي خلق أزمة صحية عالمية ستبقى خالدة في تاريخ البشرية لما لها من انعكاسات على جميع مجالات الحياة والمغرب كباقي دول العالم يعيش الأزمة ويحاول التصدي لها بكل وسائله المتاحة وإمكانياته المتواضعة التي استطاع بها أن يحقق نجاحات مهمة، جعلته في مصاف الدول الأقل تضررا من الوباء، وهذا تم بفضل جهود كل القطاعات وعلى رأسها الأطقم الصحية بكل فئاتها والتي أبانت على حس وطني عالي رغم أنها تشتغل في منظومة الصحية متهالكة ظهرت عيوبها يشكل جلي في زمن الجائحة، ما يفرض تظافر الجهود بين جميع المتدخلين من أجل إعادة بنائها وتطويرها لتقدم الخدمات المنوطة بها على أكمل وجه. 
⬛ يشدد على تفاقم أوضاع الشغيلة الصحية حاليا والتزايد المهول في حالات الاحتراق المهني وارتفاع منسوب السخط والتذمر في صفوفها، وذلك راجع لمعاناتها الكثيرة حيث ما زالت تواصل عملها بكل تفان ونكران للذات وبحس وطني مثالي، رغم ظروف العمل غير الجيدة وعدم الاستفادة من العطل السنوية منذ بداية الجائحة وضعف التحفيز مما جعلها تصل إلى مرحلة الإرهاق الشديد، جراء المتاعب التي تحملها لسنة كاملة خاصة عندما بلغ الوباء أوجه وارتفعت حصيلة الإصابات والوفيات في الجيش الأبيض. فالجيش الأبيض واصل الليل بالنهار في غياب البديل حتى في الاستفادة من الراحة البيولوجية الواجبة في ظل تقييد الحق في التنقل الموازي للحجر الصحي الذي تعرفه المملكة. 
⬛ نسجل بكل أسف غياب تفاعل جدي مع الملفات المطلبية للشغيلة الصحية علما أن الملاحظة البارزة في هذا الموضوع هي المفارقة الكبيرة بين الخطاب والممارسة. فالحكومة تؤكد أن قطاع الصحة يعد من أولوياتها، لكنها في المقابل لا تستجيب للحد الأدنى من المطالب وهذا ما يتضح جليا في جولات الحوار القطاعي الذي يعرف تعثرا كبيرا بسبب رفض الحكومة ووزارة المالية الاستجابة لهذه المطالب بحجة عدم توفر الموارد المالية. وعليه، فإننا نطالب بضرورة عقد اجتماع لجنة القيادة وتوقيع كل الالتزامات بين وزير الصحة والكتاب العامين للنقابات الصحية وكذلك بالحضور في المفاوضات مع وزارة المالية كما جرت العادة في الحوارات الاجتماعية السالفة قبل السنة الجارية. 
⬛ بالموازاة مع تدخلاتنا والحوار المتعثر الجاري بخصوص النقط المطلبية الأربع المتوافق عليها خلال اجتماع 12 نونبر 2020 والنقط اللامادية التي نعتبرها ملفا واحدا غير قابل للتجزيء، فإن المكتب الوطني يؤكد رفض نقابتنا التام لأي تسويات عرجاء و/أو جزئية لا تهم حل كل ملفات الشغيلة الصحية من أطباء وصيادلة وجراحي الأسنان والممرضين وتقنيي الصحة والمتصرفين، والتقنيين، والمهندسين والمساعدين الطبيين، ومساعدي التقنيين والمحررين والأستاذة والموظفين بمعاهد التكوين ISPTS، على اعتبار أننا نقابة وحدوية تضمن حقوق جميع مهنيي الصحة، كما يشدد على ضرورة فتح أوراش حقيقية ونقاش جماعي داخل القطاع حول الملفات ذات الأبعاد الاستراتيجية، وفي مقدمتها مشروع الوظيفة العمومية الصحية وذلك لمعالجة هدفين أساسيين: الأول هو ضرورة إصلاح المنظومة الصحية وهدف الثاني هو تحفيز وتأهيل الموارد البشرية بكل فئاتها من منظور خصوصية القطاع، ومن زاوية ان تلك الموارد هي أساس كل إصلاح يروم ضمان انخراطها واستقرارها.
⬛ أما في ما يخص منحة كوفيد-19، فإن المكتب الوطني يجدد رفضه للقيمة التي خصصت لهذا الغرض ويعتبرها غير منصفة بالنظر لحجم عطاء ومعاناة هذه الفئة، كما أنها لا تتلاءم وحجم الإصابات المسجلة بالفيروس في صفوفها؛ لذلك طالبنا يرد الاعتبار للشغيلة الصحية وتشجيعها بهدف إعادة الثقة والصلح بينها وبين المنظومة جراء التجاهل والتغاضي عما تنادي به من مطالب مستعجلة، تستدعي التسريع بالتجاوب معها لتقليص الإكراهات المطروحة التي تزيد الأمر تعقيدا. وأيضا يستنكر المكتب الوطني إقصاء مهنيي الصحة بالمراكز الاستشفائية الجامعية باستثناء موظفي المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا الرباط من صرف المنح رغم تعرضهم للعدوى بدرجات متفاوتة الخطورة ومن منهم فارق الحياة على إثر ذلك، لكن هذا لم ولن يؤثر على عزيمة نساء ورجال الصحة للاستمرار في العطاء وخدمة الوطن والمواطنين. ويطالب وزارة الصحة والمالية بتدارك الاختلالات التي شابت عملية صرف منح الشطر الأول والإسراع برفع قيمتها وتعميمها على جميع الأطر الصحية بكل فئاتها وكذا التعجيل بصرف منح الشطر الثاني عاجلا. 
⬛ نرفض المقاربة الأحادية ونستنكر فرض سياسة الأمر الواقع، التي تتخذها الوزارة الوصية في حل عدد من الملفات ذات الأولوية بالنسبة لنقابتنا، ونعتبر ذلك ضربا وإجهازا على تراكمات الحوار الاجتماعي القطاعي، الذي يجب أن تخضع لآلياته التفاوضية والتشاركية والتقريرية جميع الملفات، التي لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بالمواد البشرية الصحية وتنزيل السياسات الصحية، وخير مثال على ذلك المصادقة الأخيرة على المرسومين التطبيقيين القاضيين بتنزيل القانون 43.13 الخاص بممارسة مهنة التمريض والقانون 44.13 الذي يهم ممارسة مهنة القبالة، واللذين شابها العديد من النقط السلبية المرفوضة سواء من قبل الأطر التمريضية المعنية أو نقابتنا.
⬛ نؤكد مواصلتنا موافاة جميع المعنيين بكل مستجد نظرا لقناعتنا المبدئية والصادقة بمشروعية المطالب في وذلك جو من الثقة والاحترام المتبادلين. كما يشدد المكتب الوطني على استقلالية قراره النقابي لما فيه صالح الشغيلة الصحية دون خلفيات معينة أو مزايدات، ونشدد على متابعتنا عن كثب لكل التطورات التي لن ندخر في سبيلها جهدا نضاليا وترافعا وتنظيميا، من أجل تلبية مطالبنا المشروعة المادية والمعنوية. ونناشد الشغيلة الصحية الابتعاد عن كل أشكال التفرقة والتشتت والفئوية التي أبانت عن فشلها في تحقيق المطالب وخدمة للمتربصين بالعمل النقابي الجاد والمسؤول والمرتكز على وحدوية القطاع والتنظيم ووحدة المطلب والمصير...