الرحيل القاسي للكاتب والناشط السياسي والمدني الدكتور مولاي محمد رشيد السيدي
الكاتب :
"الغد 24"
رحل هذا الصباح، الاثنين 8 مارس 2021، عن دار الحياة، بمدينة مراكش، الكاتب والمناضل والناشط اليساري الدكتور محمد رشيد السيدي، بعد معاناة مع مرض عضال لم ينفع معه علاج...
ويعتبر الراحل مولاي رشيد السيدي أحد أطر اليسار المغربي، بدأ حياته بالانتماء إلى منظمة 23 مارس السرية، وتحمّل مسؤوليات عديدة في المنظمة الطلابية، الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وفي منتصف الثمانينيات، كان من مؤسسي منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، وحركة الشبيبة الديمقراطية...
ورغم غبار التشظيات التي عرفها هذا التيار السياسي، الذي كان ينتمي إليه، فإن جميع مكوناته واتجاهاته، التي تشتثت، توحدت وتجمّعت على إيلائه كل معاني الحب والاحترام والتقدير، إذ كان نموذجا للمناضل وللمثقف العضوي، الثابت على المبادئ، والمنفتح على الجميع، والمحفّز على الحوار بين الجميع، من أجل إحقاق أرضية أو أرضيات مشتركة لتحقيق الحلم الديمقراطي الشعبي، في الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية...
وكان دائما، كما كتب شقيقه عزيز السيدي، ذلك الإنسان الاجتماعي والإنساني وصاحب مبادئ وقيم فاضلة وسلوك مدني نبيل...
وكانت الابتسامة دائما على محياه...
كان الجميع يحبونه، أبناؤه وأسرته وعائلته وأصدقاؤه، الذين جعلوه، كما قال عزيز السيدي عن حق، قدوة للأخلاق والسلوك النبيل والمبادئ الطاهرة والمواقف المنصفة، والجميع يذكرون شيمه وخصاله وشيم وخصال كل أفراد أسرته، التي كانت نتيجة تربية أسرية ونتيجة أصول أخلاقية وثقافية ممتدة عبر الزمان وعبر التاريخ الأسري، قيم النبل والحس الإنساني والمواطنة الفعلية والوطنية الصادقة..
نم قرير العين، يكتب مولاي عبد عزيز السيدي: لأنك في داخلنا، ملحمة حب صادق كما هي أمنا وأمك، التي أرضعتك ذلك منذ صباك، فخورون بك ومعتزون بإنتمائنا جميعا لأسرة من أب عالم ومثقف عصره وأم من أصول نبيلة...
ويواصل شقيقه، مولاي عبد الحفيظ السيدي القول متوجها بالخطاب إلى شقيقه الدكتور محمد رشيد السيدي: يا أول من انفتحت عليه عيناي منذ هشاشة عظامي ورخاوة عضلاتي، يا من رافقني في صباي قبل سليقة الكلام إلى أن تملكنا فصاحة اللسان وبلاغة الخطاب ونقاشات الرفاق وهوس التغيير المرجو لتحقيق إنسانية الإنسان... يا من عاشرني فبل الرفاقية بخطوات وديعة إلى الكتّاب والمدرسة من ألفها إلى يائها، وفي الكلية بمحاضراتها ونضالاتها، وفي متاعب الحياة بانكساراتها وانتصاراتها، كنت دائما بوصلة في يمّ حياتنا الخاصة والعامة. وكنت أيضا غيورا حتى الثمالة في حمية أهلك وأقاربك وحيّك ومدينتك ورفاقك وأصدقائك ونقابتك وتنظيمك وجمعياتك ومبادئك ولم تتجاهل دينك وقبيلتك وفي كل محيطاتك التي لك بها صلة كنت ومازلت تناضل من أجل صلاحها وإصلاحها، ولا ينام لك جفن حتى تتطلع على كل أحوالها وتعرف كل أخبارها، وتساهم في رد إكرابها والإسهام في زرع أسباب رتقها ولحمتها...
هذا هو رشيد الكريم المحبوب الذي سيفتقده اليوم حفيظ وعزيز وفتيحة وعائشة وجميلة وسلامة وسعيدة، إلى بشرى التي، قال حفيظ إنها "حصدت أكثر أعوام اليتم فينا"، إلى "أمنا متجاهلين حدسها الحاد بعلتك وهي المعلولة الأولى بضيم عللنا جميعا"...
بهذه المناسبة الأليمة، تتقدم أسرة جريدة "الغد 24" بأحر التعازي وأصدق المواساة لكافة أفراد أسرة الفقيد، فقيدنا جميعا، ولكل رفاقه وأصدقائه، وعزاؤنا واحد...