الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

المغرب وألمانيا.. مجموعة إشارات لفهم سياقات وخلفيات قرار الديبلوماسية المغربية

 
مسعود بوعيش
 
مهما تكن الملاحظات المسجلة على الجوانب الشكلية في تصريف قرار سيادي، يتعين البحث في أسباب القرار..
 
السياق والنسق في خلفيات قرار الديبلوماسية المغربية وعلاقتها بموقف أوروبا من فرص التوصل إلى حل نهائي لقضية الصحراء المغربية.
 
- من تصريحات لوكالة أوروبا، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة:
 
* على الاتحاد الأوروبي الخروج من منطقة الراحة الخاصة به....
* يتعين على أوروبا، في علاقتها مع الجوار الجنوبي للحوض المتوسطي، الخروج من منطق الأستاذ والتلميذ.
* قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، تطور طبيعي للموقف الأمريكي، الذي يَعتبِر، منذ 2007، أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تشكل أساسا جادا وواقعيا من أجل إيجاد حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي... عندما نقول "الحكم الذاتي" فلا أظن أن هناك حكما ذاتيا خارج السيادة المغربية...
* يكفي أن تخرج أوروبا من منطقة راحتها وتدعم هذا التوجه الدولي.. إن العملية راوحت مكانها على مدى سنوات... واليوم هناك توجه ينبثق، وهو ما ينبغي على الاتحاد الأوروبي تبنيه.
 
- غضب وزارة الخارجية المغربية من سلوك سفير ألمانيا الاتحادية بالمغرب وأنشطة بعض المؤسسات السياسية الألمانية ذات الصلة بالتعاون الدولي يؤشر إلى خيبة أمل المغرب من سلوك الديبلوماسية الألمانية داخل أروقة الأمم المتحدة وداخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي...
 
من حق المغرب أن يراهن أكثر على شريكه الأوروبي لتعزيز المسار الإيجابي لاعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على صحرائه، وبجدية وواقعية وإمكانية الحل السلمي بتطبيق مقترح الحكم الذاتي...
 
تفاعل الخارجية الألمانية مع التطورات السياسية، التي عرفتها حادثة الكركارات واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على كامل تراب صحرائه المسترجعة لم يتجاوز سقف الإشادة باستئناف العلاقات الديبلوماسية المغربية/ الإسرائيلية، في الوقت الذي تفاعلت الديبلوماسية الإسبانية والبرتغالية والإيطالية والفرنسية في أفق تعزيز القرار الأمريكي القاضي بدعم مخطط الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية...
 
- حصيلة ديبلوماسية السيد هورست كولر (رئيس سابق لألمانيا الاتحادية) المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الصحراء لم تتجاوز انعقاد مائدتين للحوار، جنيف 1 و2، بين أطراف النزاع: المغرب والجزائر وموريتانيا وبوليساريو..
 
- سلوك الديبلوماسية الألمانية إبان عقد مؤتمر برلين لمعالجة الملف الليبي لم يراع المجهودات الديبلوماسية التي بذلها المغرب وخلاصات وتوصيات حوارات الصخيرات وبوزنيقة، التي عززت المصالحة الليبية/ الليبية باعتراف من الأطراف الليبية وبإشادة من الأمانة العامة للأمم المتحدة..
 
- يتعين على الديبلوماسية الألمانية الخروج من "المنطقة الرمادية" لطي صفحة ما تبقى من تداعيات مؤتمر برلين..
 
- وإذا كانت مؤسسة فريديريك إيبرت قد ساهمت بشكل إيجابي في دعم قدرات الحركة الحقوقية المغربية ودعم الانتقالات التي عاشها ويعيشها المغرب لتعزيز دولة القانون والمؤسسات، فإن أنشطة المؤسسات الأخرى الوافدة وشراكاتها قد تكون السبب في الوعكة الديبلوماسية الحادة...