الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

جماعة التبليغ

حميد هيمة
 
علاش المغاربة ولاّو في "جماعة التبليغ"؟
 
قطاع واسع من المغاربة، لا شغل لهم، في زمن وباء كورونا، غير كتابة شكايات إلى السلطات القضائية "للتبليغ" عن سلوك أو محتوى رقمي لشخصية (إسلامية أو علمانية...)، وكأننا استنفدنا كل إمكانيات الحوار والتفاعل والنقاش!
 
يمكن التمييز في طبقات "جماعة التبليغ" بين: تيار "تشكامت" الذي يعبر عن مشاعر "العوام" في الانتقام والحقد... أما تيار "البياعة" الذي يمثل "النخبة"، التي تحترف تنميق الكلام، واللعب على كل الأوتار ومغازلة كل الجهات، تجسيدا للموقف الزئبقي والانتهازي للطبقة الوسطى.
 
أما علية المجتمع فهاجرت إلى "الإنستغرام" لتمتيع نظرها بالأجساد الطرية بعيدا عن عيون "المقدمية".
 
ما يجمع بين طبقات جماعة التبيلغ هو ادعاء الطهرانية، وتجسيد المثل العليا، والسعي، بكل الوسائل، لإغراق من قاده "القدر" إلى الخطأ في عالم النفاق الفايسبوكي... لسوء حظنا أن إحصائيات الحاج غوغل تفضح طهرانتينا.. يقول غوغل إن أكثر المواقع زيارة في الشهر الفضيل هي مواقع لعب الأطفال والتعبد والمجاهدة!
 
من التبليغ القضائي، بتقديم شكايات إلى السلطة القضائية، إلى التبليغ الرقمي في منتديات التواصل الاجتماعي، تسعى "الجماعة" إلى إلحاق الأذى بالآخر: المتابعة الملاحقة القضائية - الاعتقال - إغلاق الصفحات... الخ.
 
المؤلم، في هذا المشهد المشبع بثقافة الحقد، انحدار السياسة، بمختلف مشاربها، لتكريس الانتقام من العدو السياسي أو الإيديولوجي، وتحقيق انتصارات نفسية بإغراق "العدو المفترض" في السجن.
 
في قيمنا الدينية والحقوقية والاجتماعية ما يكفي لعلاج "خطايانا"، تبدأ بـ"الله يعفو..."، ولا تنتهي بـ"إن الله غفور رحيم".
 
غفر الله لنا ولكم ما تقدم وما تأخر!