الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
صورة أرشيفية

رقمنة قطاع السينما في ظل الجائحة.. هكذا أجبر كورونا صُنَّاع الأفلام على التكيُّف من أجل الاستمرارية

 
صوفيا العوني
 
أجبرت حالة عدم اليقين السائدة منذ ظهور فيروس كورونا المجال السينمائي على التكيف مع واقعه الجديد من أجل ضمان الاستمرارية.
فبين المخرجين غير القادرين على إطلاق مشاريع جديدة، والأعمال التي تم تأجيل عرضها، ودور السينما التي تترقب إعادة فتح أبوابها، تعيش صناعة السينما المحلية والدولية حالة من الضبابية طال أمدها.
ومع ذلك، فقد تعاملت منصات الأفلام على الإنترنت مع هذا الوضع الصعب، كما هو الشأن بالنسبة للشبكة التلفزيونية الأمريكية "إتش بي أو"، التي قررت طرح 17 فيلما على منصتها الإلكترونية "إتش بي أو ماكس"، التي تضم 17,2 مليون مستخدم.
وهكذا، تم إطلاق فيلم "Wonder Woman 1984" ، الذي شكل العنوان البارز لهذه الإستراتيجية التسويقية الرقمية، في نونبر الماضي، مما ساهم في رفع عدد المشتركين في المنصة. وفي هذا الصدد، أكد المخرج المغربي، نور الدين لخماري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن رقمنة عملية طرح الأفلام تعد أمرا صائبا في ظل الأزمة الوبائية التي أثرت بشدة على السينما العالمية، مبرزا أنه رغم أن جمهورا محدودا بإمكانه الولوج إلى هذه المنصات الرقمية، لكن الأمر يبقى جيدا للتكيف مع الوضع الحالي.
وفي ما يتعلق برقمنة قطاع السينما المحلية، وخاصة تنظيم المهرجانات عبر الإنترنت، وصف مخرج "كازا نيكرا" ذلك بـ"الحل الجيد والبديل الثقافي" الجدير بالثناء. وأردف أنه في ظل الوضع الراهن، فإن كلمة المرحلة هي "التكيف"، موضحا أن هذا التكيف يمر عبر اعتماد إستراتيجية ورؤية واضحة تمكنان من إخراج السينما المغربية من "حالة الانتظار" وتطوير التشريعات القائمة في هذا المجال.
من جانبه، اعتبر مؤسس ومدير "سيني أطلس"، بيير فرونسوا بيرني، أن طرح الأفلام "ذات الميزانيات الضخمة" على المنصات الرقمية "يظل مفهوما إلى حد ما". وأوضح أن أفلاما بهذا الحجم لا يمكن أن تنتظر طويلا، مشيرا إلى أن الجهد المبذول في هذا القطاع لم يكن جماعيا خلال فترة تفشي الوباء، لأن عدد المشتركين في هذه المنصات قد تضاعف تقريبا في عز أزمة القطاع.
وبخصوص التأخير الذي عرفه طرح العديد من الأفلام العالمية التي طال انتظارها، ولكن تم تأجيلها بسبب إغلاق دور السينما في جميع أنحاء العالم، أكد بيرني أن الإنتاجات المحلية والأفلام المستقلة ستكون حلا جيدا. وأوضح أنه بسبب مسلسل التأجيل المتواصل بسبب كوفيد-19 ، ليس هناك الكثير مما يمكن اقتراحه على الجمهور، مضيفا أنه "أمام شغف المغاربة بالسينما، ستكون الأفلام المحلية قادرة على ملء هذا الفراغ" .
من جهته، اعتبر المخرج هشام حاجي أن قرار طرح الأفلام على المنصات الرقمية كان صائبا "فنحن نحتاج إلى محتوى ولا يمكننا تأجيل عرض الأفلام إلى أجل غير معلوم". وأبرز أنه تم تأجيل طرح شريطه السينمائي "يوم الخلاص"، الذي تم الانتهاء منه في مارس 2020، ليطرح أخيرا في يناير 2021 في الولايات المتحدة وكندا على المنصات مدفوعة الأجر.
وأوضح هشام حاجي أن قرار إطلاق فيلمه الطويل على المنصات يعود للطلب القوي على الأفلام في هذا الوقت من الجائحة وكذلك من أجل "الاستفادة من هذه الموجة". وأعرب عن ارتياحه لكون فيلمه كان من بين الأفلام الخمس الأوائل الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة لفترة من الزمن على منصات (أبل آي تيونز موفيز) و(سبيكتروم).
من جهته، أبرز المنتج، صامويل كانيون، أن "بعض الأفلام تحتاج أن يذيع صيتها قبل إطلاقها على المنصات". وقال في تصريح للوكالة، إن الأمر يتعلق "بشهرة تصنع بفضل المهرجانات والجوائز والنقاد السينمائيين"، مبرزا أنه من الصعب أن تحقق أفلام المؤلفين النجاح دون هذه الضجة التي تسبق إطلاقها على المنصات.