الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
عائشة ماه ماه تتسلم في 2016 شقة في حفل ليلة نجوم الشاشة وفي الإطار صورتها المرفقة بتدوينتها الأخيرة التي تشتكي فيها من "الطوبات"

فضيحة الممثلة عائشة ماه ماه.. لها شُقَّة وأجر شهري وتستغل "الطُّوبَّات" للتضليل بأزمتها مع السكن

 
إنصاف الراقي
 
مؤسف أن نرى في مغرب 2021، فنانة مغربية كبيرة من حجم عائشة ماه ماه، تصارع "الطوبّات" في بيتها المتواضع، بالتدوين على حائطها الفايسبوكي، وليس بـ"دوا الفار"، الذي لا يتعدى ثمنه عند أقرب "دروگري" لمنزلها، 5 دراهم، أو ربما أقل من ذلك.. فأن تصارع فنانة مقتدرة الجرذان، في وقت ينبغي أن تتمتع بشروط الراحة للتركيز على أدوارها الفنية، فهذا عيب سيُلحق بالأوصياء على الفن في المغرب "عار الأبد".
 
عائشة ماه ماه، ممثلة مميزة، ولها مكانة كبيرة في قلوب المغاربة الذين حفوها بالحب من خلال أعمالها في التلفزيون والسينما... لذلك، تعرف عائشة أن ظهورها في صورة بشعر مقصوص خلف "خردة" منزلية، وبِيَد على الصدر، وبابتسامتها التي تجر المشاهد إلى ماضي فني سحيق، سيحرك هذه القلوب، في محاولة لحَفِّها بالعطف وبالتضامن ولِمَ لا بالمساعدة، أو على الأقل بقول: "اللهم إنا هذا منكر" كأضعف الإيمان. فأن تكسر فنانة كبيرة من الجيل الذي رافق الرواد، القاعدة، والخروج بوجه مكشوف، والقول إن "كل الناس تحارب كورونا والحمد لله جا التلقيح.. وأنا مازلت في حرب مع الطوبات"، فهذه سريالية ساخرة تضرب في الصميم، صورة الفنان المغربي، الذي يمثل بشكل أو بآخر صورة بلد بأكمله.
 
لقد صرخت ماه ماه، في الفضاء الأزرق المفتوح على العالم أجمع، وقالت إن "الطوبات هججوني (طردوني) من بيتي وأسأل الله أن أجد بيتا أسكنه رغم غلاء الكراء... شكرا لكل من يحاول مساعدتي في إيجاد بيت يناسبني.. يا رب بلغني أمنيتي بكرمك لأني لا أنام.. (كورونا والطوبات بزاف عليا) أفرجها يا رب.. تعبت يا رب أفرجها من عندك"..
 
 
إنها صرخة فنانة في زمن "قانون الفنان" و"بطاقة الفنان" و"التعاضدية الوطنية للفنانين" وزيد وزيد... لكن ما بين صرخة ماه ماه والواقع مسافة ضوئية من التزييف واستغلال عطف المغاربة والكذب على الشعب بكل مكوناته "من طق طق حتى للسلام عليكم".
 
من يقرأ كلام ماه ماه، سيذهب به الظن إلى أن هذه الفنانة تعيش تهميشا ممنهجا، خاصة وأنها ظلت تشتكي من أزمة السكن منذ سنوات، وبالتالي، لن نلوم مواطنة أو مواطنا، يتضامن مع هذه الفنانة، وكيل التهم للبلد "رجما بالغيب"، بكونه تخلى عن فنانيه الذين يمثلون نخوة المجتمع.. لن نلوم هذه المواطنة أو المواطن طبعا، لأنهما لا يعرفان أن فنانتهم المحبوبة عائشة ماه ماه، تملك منزلا آخرَ غير الذي تقتسمه مع "الطوبات"، هذا إن وُجِدت "طوبات" فعلا في منزلها الأول، الذي بالمناسبة هو عبارة عن شقة ضمن شقق عمارة لم يخرج سكانها إلى العلن للتشكي من الجرذان، وحدها ماه ماه ضمن هؤلاء تعاني من هذه "الطوبات" التي تستهدف الفنانين في المغرب، وتنتقي شقةَ واحدةٍ منهم دون سواهم من المواطنين.
 
قبل 5 سنوات، وتحديدا في 2016، وفي عز تباكي عائشة ماه ماه من أزمة السكن، تحرك الكوميدي المغربي سعيد الناصري لوقف هذا البكاء، من خلال استضافته لماه ماه، في "ليلة نجوم الشاشة" التي احتضنها نادي "بارادايز" بمنطقة عين الذياب.. نادى عليها من وسط الحاضرين رفقة الممثلة زهور السليماني للصعود إلى المنصة التي كان يعتليها رائد الأغنية المغربية عبد الوهاب الدكالي.. وفي الوقت الذي ظن الحاضرون أنه سيتم تكريمهما بزربية و"طاس تاع النحاس"، أعلن الفنان الكبير عبد الوهاب الدكالي عن إهداء "ليلة نجوم الشاشة" شقة لعائشة ماه ماه بمنطقة الرحمة بالدارالبيضاء، لم تصدق الأمر، وظلت تسأل سعيد الناصري "واش بصّح.. واش بصح"، كانت لهفة ممزوجة بدموع الفرح والرقص. ولأن السليماني صعدت بدورها إلى المنصة ذاتها، قال الدكالي للناصري، لا يمكن أن نهدي شقة لماه ماه، دون السليماني، فتم إهداء زهور شقة هي الأخرى، ففرحت هي بهذه الهدية الثمينة.
 
إذن، إن ماه ماه تملك شقة أخرى غير تلك التي احتلتها "الطوبات"، وقد حصلت عليها بعدما رق حالها لمنظمي "ليلة نجوم الشاشة" بعد تباكي من أزمة السكن.. لكن لماذا لا تسكن ماه ماه تلك الشقة في الدارالبيضاء؟
 
في الحقيقة، فضلت ماه ماه مصارعة "الطوبات" على العيش بكرامة في الشقة المهداة لها، وأهدتها لابنها.. علما بأن سعيد الناصري باعتباره المسؤول الأول عن "ليلة نجوم الشاشة" أهدى الشقة لماه ماه، وليس لابنها، وهنا ينبغي للممثلة أن توضح للرأي العام سبب تفضيلها لـ"الطوبات" على شقة مهداة لها وفي "كازا" و"ما أدراك ما كازا".
 
في الواقع، ينبغي على سعيد الناصري، الذي دأب من خلال حفل "ليلة نجوم الشاشة" على إهداء شقق للفنانين، ممن يعيشون وضعية صعبة، أن يضيف في العقد "يُمنع بيع العقار أو كراؤه أو استغلاله من طرف أي كان عدا الفنان الذي حصل عليه"، وبالتالي سيسد باب التباكي إلى الأبد.
 
من جهة أخرى، عندما وضعت ماه ماه منشورها "البُكائي" على جدارها الفايسبوكي، تفاعل معها كثيرون.. أحدهم، وهو شاب، قال لها بصريح العبارة "ياك أخالتي كتاخذي الأجرة (تقاعد) ديال مليون في الشهر (...) الله يشافيك من مرض السرطان طلبي صحيحتك أولا"، فأجابته ماه ماه "ولدي ماخدامش".
 
في الحقيقة لا أعرف لماذا أقحمت الممثلة ابنها في الموضوع، أو لعلها تريد القول إنني أهديت الشقة التي أهداها لي الناصري لابني لأنه عاطل عن العمل، في وقت يمكنها أن تقطن معه في الشقة ذاتها، كما أغلب المغاربة الذين يقطنون مع أبنائهم في شقة واحدة، اللهم إلا إذا كانت لها في "الطوبات" مآرب أخرى. كما أضافت ماه ماه في جوابها عن سؤال الشاب "أنا ليس لي أجر شهري، ولا أتقاضى أجرتي إلا عندما أعمل في فيلم أو مسلسل (...)"، وقالت للمتفاعل معها الذي ذكَّرها بالأجر الشهري "انت غالط ومعلوماتك غير صحيحة بالمرة".. انتهى جواب الممثلة.
 
أولا عائشة ماه ماه أطال الله في عمرها ليست مريضة بالسرطان، وكان عليها أن تجيب الشاب الذي دعا لها بالشفاء من هذا المرض الخبيث، بأنها غير مريضة بالمطلق بهذا المرض الفتاك، وأن صورتها وهي حليقة الرأس كان لها فيها أيضا مآرب أخرى، وبالتالي تركت الشاب يبدد دعاءه في الفضاء الأزرق.. ذلك أن مرض السرطان أصبح للأسف وسيلة لكسب التعاطف ولمَ لا التسول الراقي، وهذه فضيحة أخرى تضاف إلى فضيحة الطوبات.
 
الملك محمد السادس يمنح وساما ملكيا لعائشة ماه ماه
 
في الواقع نتفق مع ماه ماه في كون معلومات الشاب غير صحيحة نسبيا من حيث "المانضة"، فعائشة التي منحها الملك محمد السادس وساما ملكيا بمناسبة الذكرى 52 لعيد الشباب، لا تتقاضى مليون سنتيم في الشهر، وإنما، وفق ما يعرفه جميع المحيطين بها، تتقاضى أكثر من ذلك، وهنا ينبغي لعائشة ماه ماه، أن توضح للرأي العام الذي تعاطف معها، هل منحها الملك محمد السادس إكرامية من ماله الخاص، بعدما رق لحالها، وهي عبارة عن أجرة شهرية قدرها 12 ألف درهم؟ وإذا كان الأمر صحيحا، وهذا ما أكده لنا أكثر من مصدر، لماذا تواصل ماه ماه طلب المساعدة من جمهورها، وخدش صورة الفنان المغربي بما يشبه "التسول"؟
 
مرة أخرى، إذا كانت عائشة ماه ماه، قد استفادت من المال الخاص للملك، كعدد من الفنانين ذوي الدخل الضعيف أو المنعدم، الذين تكلف عاهل البلاد بتحمل مصاريف معيشهم عبر تخصيص "مانضات" شهرية لهم، لماذا لا تكتري شقة لا "طوبات" فيها، والتركيز على أعمالها عوض الاستمرار في التشكي والتباكي؟
 
وعلى ذكر الأعمال الفنية، قالت عائشة ماه ماه في جوابها للشاب "لا أتقاضى أجرتي إلا عندما أعمل في فيلم أو مسلسل"، وهنا نسأل عائشة، لماذا رفضت العمل، بعدما أتاح لها المخرج الجميل إبراهيم الشكيري مؤخرا، عملا في مسلسل من 30 حلقة بمراكش، وبأجر محترم؟
 
إنها أسئلة ينبغي لماه ماه أن تجيب عنها، حتى لا يظل الرأي العام الذي تعاطف معها في "فايسبوك" و"إنستغرام" وتطبيقات أخرى "في دار غفلون"، فيما تواصل تمريغ الفن في التراب بتحويله من حالة إبداع حضاري جميل إلى حالة استرزاق وتسول وقبح وخبث!