الملك الراحل الحسن الثاني وفي اليسار الفنان عبد الوهاب الدكالي
غرائب ملك.. نهار الحسن الثاني فَشْ رْوايْد طوموبيل عبد الوهاب الدكالي عقابا له على تأخره عن الحفل
الكاتب :
حسن عين الحياة
حسن عين الحياة
في مشاهد فريدة من ليالي الملك الراحل الحسن الثاني، التي كان ينظمها في قصره، كان الفنانون ممن يدورون في فلكه، يعطون كل ما لديهم.. ويسعون إلى الرقي بفنهم إلى ذوق الحسن الثاني الرفيع.
وفي صورة تبرز هاجس البحث عن التميز عند المبدعين، كانت حدة التنافس بين الفنانين حامية الوطيس حول من سيلهب الإحساس المرهف للملك بالقاعة المخصصة في القصر للفن والإبداع. أما خارج القصر، فكان المتنافسون يجتمعون، ويُسمع بعضهم بعضا مادته الفنية قبل أن تطرب لها أذنا الملك. لقد كانوا أشبه بخلية نحل مجبولة على إرضاء ذوق الحسن الثاني.
ذات يوم، استدعى الملك الراحل مجموعة من الفنانين إلى قصره بمدينة إفران، وكان ضمنهم الفنان عبد الوهاب الدكالي. وحسب الدكتور سعيد هبال صاحب كتاب "أصدقاء الملك"، الذي استقى عناصر الحكاية من عدة مصادر متطابقة، فإن صاحب أغنية "ما أنا إلا بشر" أخطأ يوما التقدير والتوقيت. ذلك أن الملك كان غالبا عندما يستضيف الفنانين في قصره يتأخر بعض الشيء عن موعد انطلاق الحفل، وهنا يضطر الفنانون إلى الانتظار، لكن خلال هذا الحفل، "مشى عبد الوهاب الدكالي بفكرة أن الملك غيتعطل كعادته"، لكن الذي حدث أن الحسن الثاني لم يتأخر خلال ذاك الحفل، حيث التزم بالتوقيت الذي حدده سلفا، وحينما حضر، سأل عن الفنانين المدعوين، ليجيبه "المُكَلَّفْ" بأن الكل حضر في موعده إلا الفنان عبد الوهاب الدكالي. حاولوا ربط الاتصال به، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، لأنه لم يكن وقتذاك الهاتف المحمول.
عندما حضر الدكالي أخيرا، تم استضافته مثل سائر الفنانين. وظل ينتظر "النوبة" لكي يؤدي وصلته الغنائية في حضرة الملك، يقول هبال، موضحا في الوقت ذاته، أنه بالرغم من انتظار فرصته للغناء إلا أنه لم يؤدي وصلته الغنائية في ذلك الحفل، حيث تم إقصاءؤه عمدا، "والأكثر من ذلك، يقول هبال، عندما خرج عبد الوهاب الدكالي من قاعة الحفل إلى الفضاء الخارجي، وهو متذمر من معاقبته بسبب تأخره عن الموعد، وجد سيارته في حالة غريبة، حيث اكتشف أن العجلات الأربع لسيارته "مفشوشة"، فاضطر في عز البرد القارس وتهاطل الثلوج بهذه المدينة الجبلية إلى المبيت داخل سيارته.
وأضاف هبال "وقد حكى لي مصدر أن بعض خدم القصر و"المخازنية" هم من تدخلوا لإنقاذ الموقف، حيث منحوا الدكالي بعض الأغطية للاستدفاء والاحتماء من قساوة البرد.. ويقال إن الملك الحسن الثاني هو الذي أعطى الأمر كي تفرغ عجلات سيارة الدكالي من الهواء عقابا له عن التأخير.. حيث قال الحسن الثاني: دابا أنا ماشي هو الملك؟ هذا هو الملك اللي جاي في الوقت للي بغا..."، وحسب هبال كان الحسن الثاني يحب مثل هذه المواقف، لأنها "توفر له المتعة وتجعله قريبا من الفنانين، وإن كان عقابه لبعضهم بهذه الطريقة فيه نوع من الألفة التي تحدث بين الأصدقاء".