ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج
المؤتمر الدولي لدعم الحكم الذاتي.. بإمكان الجزائر تفادي العزلة الخانقة واختيار مشروع يوحد المنطقة
الكاتب :
"الغد 24"
نوفل البعمري
انعقد، مساء أمس الجمعة 15 يناير 2021، مؤتمر وزاري دولي حول دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، نظمته كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، وحضرته أكثر من 40 دولة من مختلف القارات...
وشكل هذا المؤتمر، الذي انعقد بتقنية التواصل عن بعد، تحت الرئاسة المشتركة لكل من ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وديفيد شينكر، مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فرصة لتعلن جميع الدول المشاركة عن دعمها للمقترح المغربي السياسي لإنهاء النزاع حول الصحراء، الذي اتخذ، منذ السنوات الخمس الأخيرة، مسارا مغايرا للمسارات السياسية السابقة، لتنتهي إلى تكريس مسار دعم المقترح المغربي.
وخلال فعاليات هذا المؤتمر الدولي، استعرض المغرب رؤيته للحكم الذاتي، حيث قدم وزير الخارجية العناصر السياسية الكبرى للمقترح المغربي، كما أنه أشار إلى وضعية الإقليم من الناحية السياسية والدبلوماسية حيث مسلسل افتتاح القنصليات مازال مستمرا، وكذا وضعيته من جانب المشاريع التنموية الكبرى التي أقيمت فيه أو التي تم الإعلان عن إقامتها مستقبلا في المنطقة.
من جهتها، أعلنت الدول المشاركة في المؤتمر دعمها للمغرب ولمبادرته للحكم الذاتي ليس من باب المجاملة السياسية، ولا من باب الدعم من أجل الدعم، لكن تأكيدا لوعيها الكبير بأن أمن واستقرار المنطقة يكمن في إنهاء النزاع من خلال الحكم الذاتي، الذي اعتبرته الأساس الصلب لتأمين أمن المنطقة، والقادر على تحقيق العدالة في المنطقة، وضمان عودة تؤمّن كرامة السكان الصحراويين في المخيمات، في إطار مشروع وحدوي كبير.
فعاليات هذه المؤتمر الدولي، بمداخلاته ومُخرجاته، تجعل الجزائر أمام اختيارين، اختيار أن تكون جزءا من هذا المشروع الكبير الذي يوحّد المنطقة، ويفتح الباب أمام فتح الحدود وتنميتها وضمان عيش كريم لكافة شعوب المنطقة، وبين اختيار آخر يدعم البوليساريو ويجعل من النظام الجزائري نظاما سياسيا معزولا عن المنطقة وعن محيطها، نظاما مفلسا غير قادر على الاستجابة لتطلعات شعبه وشعوب المنطقة، يدافع ويتبنى خطاب الكراهية اتجاه دولة جارة.
وفي المحصلة، فإن هذا المؤتمر الدولي سيشكل دعامة أساسية للمغرب في الأمم المتحدة ومجلس الأمن أثناء أي مناقشات مستقبلية للنزاع، خاصة وأنه يتزامن مع المرسوم الرئاسي الأمريكي، الذي اعترفت فيه الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، والذي كذلك يتزامن مع مسلسل افتتاح القنصليات بالداخلة والعيون، الذي سيتسارع في الأسابيع المقبلة، حيث يُنتظر فتح ثلاثين قنصلية في الأقاليم الجنوبية.
المغرب، منذ أن قدم مبادرة الحكم الذاتي سنة 2007، وهو يترافع من أجل ضمان الدعم السياسي لمقترحه، الذي تحوّل اليوم إلى مخرج وحيد وأوحد لهذه القضية التي عمرت فوق ما يلزم، وبات المنتظم الدولي يقتنع يوما عن يوم أن مقترح الحكم الذاتي هو الحل الأمثل لهذا النزاع المفتعل... لذلك، فالمغرب يجني اليوم ما ظل يزرعه على مدى عقود من المبادرات، ما بين الأمم المتحدة وما بين الميدان على أرض الواقع، بفضل اختياراته السياسية والاقتصادية والتنموية في المنطقة، وبفضل اختياراته الديبلوماسية على المستوى الأممي، التي تميزت بالصبر وطول النفس، وبالإيجابية والانفتاح، والتي تعززت وتقوّت بالمبادرات الملكية بتوجهات ديمقراطية وبرؤية متبصرة واستشرافية...