خبير طبي يكشف دواعي تنظيم حملة بين تلاميذ الإعدادي والثانوي للكشف عن كورونا المستجد
الكاتب :
"الغد 24" و(و.م.ع)
أكد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن حملة الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد (سارس-كوف 2)، بين 30 ألفا من تلاميذ المستوى الإعدادي والثانوي بست جهات، والتي أعلنت عنها وزارة الصحة في وقت سابق، تهدف لتحديد مستوى انتشار الإصابة بالفيروس لدى الساكنة أقل من 18 سنة ومعرفة الخصائص الوراثية للطفرات المنتشرة، هل هي نوع واحد أم أنواع فيروسية مختلفة، بسبب طفرات بسيطة أو كبيرة؟ سلالة أو سلالات جديدة؟.
وأضاف الخبير الطبي في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه سيتم فحص 30 ألف تلميذ من المستويين الإعدادي والثانوي بست جهات من المملكة بهدف معرفة درجة وخريطة ونسبة انتشار الوباء بين هذه الفئة العمرية، ثم أخذ بعض العينات العشوائية من التحاليل الإيجابية لإخضاعها للفحص الجيني (séquençage) لمعرفة الخصائص الوراثية للفيروسات المشخصة ومقارنتها
وفي معرض رده عن سؤال: هل تنظيم حملة بين تلاميذ الإعدادي والثانوي، يعني أن السلالة الجديدة من الفيروس قد دخلت المغرب؟، أفاد حمضي، أنه إلى حدود الساعة لم يتم ضبط دخول السلالة الجديدة للمملكة، موضحا أن هذه الحملة تدخل في إطار الإجراءات الاستباقية لمواجهة السلالة الجديدة ومحاولة منع دخولها، أو تأخيره كلما أمكن، والحد من انتشارها إن دخلت، والتعامل مع الوضعية الجديدة المحتملة.
وأعلن المتحدث ذاته أن من جملة الإجراءات التي اتخذها المغرب، لمنع دخول السلالة الجديدة لكورونا، تعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا حيث تنتشر السلالة الجديدة، وتعزيز المراقبة والفحوصات والإجراءات الوقائية، ومضاعفة الدعوات إلى احترام الإجراءات الحاجزية بين المواطنين، وتكثيف الفحوصات الجينية لعينات الفيروسات المنتشرة بالمملكة لتحديد الطفرات المحتملة.
وفي سياق متصل أبرز أن المعطيات العلمية الحالية تؤكد أن السلالة الجديدة المكتشفة ببريطانيا هي أكثر سرعة في الانتشار مقارنة مع السلالة السائدة، وذلك بنسبة تتراوح بين 50 و74 في المائة، دون الجزم بأن هذه السرعة مرتبطة بالضرورة بالخصائص الجينية والبيولوجية للسلالة الجديدة أو بأسباب أخرى.
كما أن المعطيات ذاتها تشير إلى أن السلالة الجديدة ليست أكثر خطرا ولا أكثر فتكا وإماتة من سابقتها، في حين لم تسجل الدراسات أن هذه السلالة أكثر انتشارا ولا أكثر خطرا عند الأطفال مقارنة بالبالغين.
من جهة أخرى قال حمضي، إن حملة الكشف وسط تلامذة الإعدادي والثانوي (وهم الأكثر احتمالا للإصابة مقارنة بالأطفال الصغار أقل من 10 سنوات) تتوخى رسم خريطة انتشار الفيروس داخل هذه الفئة العمرية، وفحص جينوم عينات عشوائية من الفيروسات المكتشفة لديها، لتكون فرصة ضبط سلالات جديدة أكبر، والإجابة عن سؤال انتشارها بين الأطفال أسرع، كما تروم حملة الكشف في صفوف الساكنة أقل من 18 سنة اتخاذ القرارات الملائمة فيما يخص الوضع الوبائي للمدارس على ضوء المعطيات المستخلصة من الحالة الوبائية لدى هذه الفئة العمرية وعلى ضوء المعطيات المتوفرة حول السلالة الجديدة.
وعلى الرغم من أن السلالة الجديدة ليست أكثر خطورة ولا أكثر فتكا، حسب حمضي، إلا أن مجرد تفشيها بشكل أسرع سيشكل ضغطا أكبر على المنظومة الصحية وسيزيد الحالات الحرجة والوفيات جراء ارتفاع أعداد المصابين ولو بدون خطورة زائدة.
وخلص الخبير الطبي إلى أن الهدف من الحملة التي تنظمها وزارة الصحة هي تأخير وصول السلالة الجديدة لكورونا، وتعطيل انتشارها، ومحاصرة تفشيها، من خلال محاولة منع دخولها للمملكة قدر الإمكان، ورصدها، وإبطاء انتشارها باحترام الإجراءات الحاجزية، ومن خلال الانخراط الجماعي والسريع في حملة تلقيح واسعة، من أجل حماية أكبر عدد ممكن من المواطنين، وخلق مناعة جماعية للتحكم في الوباء والقضاء عليه، بسلالته القديمة وسلالاته الجديدة وتلك المحتمل ظهورها.