الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الملك الراحل الحسن الثاني

اضحك مع الحسن الثاني.. حَرَق البخور في جناحه الخاص بالاتحاد السوفياتي فحضرت "البومبية" ظنا أنه حريق

 
حسن عين الحياة
 
ألِف المغاربة وهم يتابعون الأنشطة الملكية خلال المناسبات الدينية في عهدي الملك الراحل الحسن الثاني ونجله الملك محمد السادس، أن يشاهدوا في كثير من الاحتفالات، خاصة ذكرى عيد المولد النبوي الشريف، بعض الأواني الفضية المزخرشة، مثبتة على زرابي واسعة، تنبعث منها أدخنة خفيفة بعبق البخور الفاخر، في وقت تملأ الأرجاء آيات من الذكر الحكيم حينا، ووصلات من الأمداح النبوية حينا آخر، في مشهد يعطي للمكان جوا روحانيا، مفعما بالقداسة.
هذا الطقس العريق المتعلق أساسا بحرق البخور، والموغل في الثقافة المخزنية، والمستشف من العادات والتقاليد المغربية الخالصة، يشكل سمة أساسية في كل الحفلات التي يقيمها القصر الملكي خلال المناسبات الدينية، سواء تعلق الأمر بعيد المولد النبوي وعيد الأضحى، أو ذكرى وفاة الملكين الراحلين، محمد الخامس والحسن الثاني.. كما كان حرق البخور يتم في مناسبات الأفراح والأتراح أيضا، باعتباره معطرا طبيعيا يضفي نفحة "ربانية" على المكان. لكن للبخور أيضا قصة طريفة مع الحسن الثاني، تبرز كيف كان هذا الملك يحرص على استنشاق طيبه، حتى وإن كان في "بلاد العجم".
ذات مرة، يقول الراحل بينبين الذي قضى حياته في صحبة الحسن الثاني "كنت ألازمه في جميع أسفاره، وكان يصحبني في سيارته الخاصة التي يسوقها بنفسه، وأتذكر ذات مرة كنت أرافقه في رحلة إلى الاتحاد السوفياتي، وكان من عادة الملك أن يتم حرق البخور في المكان الذي سينام فيه".
هي إذن عادة ملك، يفضل أن يعم المكان طيب يبعث على صفاء الروح، ويعطي للفضاء بعدا صوفيا. لذلك، عندما تم ملأ "المبيخرة" بمحتوى البخور وانبعث منها ذاك الدخان الكثيف، والتوجه بها إلى حيث يتواجد الملك في إقامته بالاتحاد السوفياتي، حدثت طرفة، ليس في محيط الملك فحسب، وإنما حتى في المحيط الذي تتواجد فيه الإقامة الملكية في بلاد لينين.. يقول مؤنس الملك بينبين "عندما أخذنا "المبخرة" إلى داخل الجناح الخاص بالملك فوجئنا، برجال الإطفاء يهرعون إلى المكان ويسألون عن مكان اندلاع الحريق، فضحكنا وقلنا لهم: "هذا غير عود القماري، ما غدي تعرفوه، لأنكم ما مالفين بْخِير" أي "ما موالفين بالتبخيرة".