الواموسي يكشف تفاصيل السلالة الجديدة لفيروس كورونا الأوسع انتشارا ببريطانيا
الكاتب :
"الغد 24"
تعكف كل من بريطانيا ومنظمة الصحة العالمية على دراسة وتحليل السلالة الجديدة التي ظهرت وتوسع انتشارها من فيروس كورونا في جنوبي بريطانيا، والتي وصفها وزير الصحة البريطاني بأنها "الأوسع انتشارا" بين الناس.
وفي تدوينة له على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، كشف محمد الواموسي، رئيس المركز الأوروبي للسلام وحل النزاعات في بروكسيل، أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا، لم تظهر هذا اليوم، بل ظهرت شهر شتنبر الماضي، لكنها فجأة أصبحت أكثر عدوانية و أوسع انتشارا.
وأوضح الإعلامي المغربي المقيم بباريس، أنه ليست المرة الأولى التي يتحوّر فيها فيروس كوفيد 19 منذ بداية الجائحة في أواخر العام 2019، كما أنها قد لا تكون المرة الأولى التي تتغيّر فيها المادة الوراثية للفيروس بشكل متسارع.
وأضاف أن الأرقام تقول إن هذه السلالة الجديدة مسؤولة عن 43 بالمائة من إصابات كورونا في الجنوب الشرقي لبريطانيا، حيث ترتفع إلى 59 بالمائة من الحالات الجديدة في شرق البلاد و62 بالمائة في العاصمة لندن التي قررت السلطات إلغاء طقوس عيد الميلاد المرتقبة فيها و إخضاعها للحجر الصحي فورا بعد أن خرجت أمور السلالة الجديدة عن السيطرة.
وتابع موضحا أنه كإجراء احترازي سارعت دول أوروبية و أخرى عربية وغير عربية إلى اتخاذ إجراءات صارمة، بعد إعلان خروج السلالة الجديدة في بريطانيا عن السيطرة بشكل رسمي، حيث قررت جل الدول تعليق الرحلات القادمة من و إلى المطارات البريطانية.
وفي سياق متصل أبرز المتحدث ذاته، أن التحور أو التطور في تركيبة الفيروس قد يغير في بعض خصائصه مثل سرعة انتشارة أو شراسته أو قوة عدوانيته، ولكن ذلك قد لا يعني شدة فتكه بالخلايا البشرية ورفع عدد الوفيات، بل بالعكس ربما يضعف الفيروس تماما كما ضعف فيروس الأنفلونزا الاسبانية التي قتلت ملايين البشر قبل قرن من الزمن، فقد تحور الفيروس بعدها ثم ضعف إلى أن اختفى.
وأردف أنه حين جرى رصد السلالة الأصلية الأولى لفيروس كورونا في مقاطعة ووهان الصينية، لم تعمر كثيرا فقد شرعت في الاختفاء و التلاشي بالتزامن مع ظهور سلالات جديدة منها
من جانب آخر أكد الواموسي أن فيروس كورونا تحور حتى الآن إلى ما لا يقل عن 7 سلالات طوال مدة انتشاره في العالم، مضيفا أن هذا الأمر لا يقلق العلماء لأن جميع العلاجات التي يتم تطويرها و إنتاجها، بما في ذلك اللقاحات، يفترض أن تكون فعالة ضد جميع سلالات كورونا.
وقال إن الطفرة تؤدي في أغلب الحالات إلى ضعف الفيروس، لكن هناك حالات أخرى، تجعل الفيروس يكشر عن أنيابه فيصبح أكثر عدوى وانتشارا فيتسبب في أمراض أخرى للناس أكثر خطورة على حياتهم.
وبخصوص الطفرة المكتشفة حاليا في بريطانيا، فأفاد الإعلامي المغربي أنها تساعد الفيروس على الانتشار بشكل أسرع، حيث تفوق سرعة السلالة الجديدة تلك الأصلية المكتشفة في الصين ب70 في المائة، و هذا ما يخيف منظمة الصحة و دول العالم، لكن لا يوجد مؤشر حتى الآن على أنها جعلت الفيروس أكثر فتكًا أو مقاومة للقاحات
وشدد المصدر ذاته، أنه حتى كتابة هذه السطور، لم يعثر العلماء على أي متغيرات يمكن أن تجعل لقاحات فيروس كورونا أقل فعالية، و إذا اتضح ذلك فعلا وقاوم الفيروس بسلالته الجديدة اللقاحات فسيكون الأمر مفاجئًا جدا للمختبرات الطبية وخبرائها وعلمائها، فيعيدون خلط كل الأوراق.
وختم الواموسي تدوينته بالتأكيد على أنه ممن المفترض أن فيروس كورونا المستجد متطور بالفعل للتأثير على البشر، وهذا ما يفسر انخفاض التغيير التطوري، وهذا يعني أن العلاجات التي يتم تطويرها، بما في ذلك اللقاحات، قد تكون فعالة ضد جميع سلالات فيروس كورونا مهما بلغت شراستها، مضيفا أن أي فيروس وبحكم تركيبته الطبيعية معرض للتطور والتحور وللطفرات، وهو ما يجعله أقل خطورة في حالات وشرسا في حالات أخرى.
وأفاد أن اللقاح مصمم لاستهداف الأشواك الخارجية الظاهرة في صور فيروس كوفيد 19، ولهذا لو فرضنا أن الفيروس سيفقدها بعد اللقاح حتى وهو متحور داخليا في خلاياه، فالنتائج ستكون إيجابية، لأنه عمليا بفقدانه لأرجله أو أشواكه سيفقد القدرة على دخول خلايا البشر والتسبب في أمراض للناس.
وأبرز أنه لا داعي للخوف والهلع من السلالة الجديدة لفيروس كورونا، لأن سرعة انتشاره هي التي تخيف الدول:"ولم يتبث حتى الآن أنه يفتك أكثر بحياة الناس، لكن الاحتراز واجب بإتباع التعليمات وإجراءات الوقاية تفاديا لأي مفاجئات، فنحن لازلنا أمام فيروس لا نعلم عنه سوى القليل".