الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الحسن الثاني والمحجوبي أحرضان

عندما منح الحسن الثاني أحرضان 600 مليون في أكياس وتدخل من أجل تعويض والي بنك المغرب بمليار سنتيم

 
حسن عين الحياة
 
بالرغم من صرامته، كان الحسن الثاني منصفا في حق خدامه، خاصة الأوفياء منهم، وفي ذلك أمثلة كثيرة، منها ما كشف عنه الصحافي المرحوم مصطفى العلوي في كتابه "الحسن الثاني الملك المظلوم"، حول استجابة الملك لطلب والي بنك المغرب سنة 1988. وكان هذا الموظف الكبير، حسب العلوي، قد كتب رسالة إلى الملك، وقدمها مع التقرير السنوي، الذي يقدمه عن الحالة المالية للمغرب.
وكان والي بنك المغرب الذي اكتفى صاحب الكتاب بالإشارة إلى لقبه فقط (بناني)، قد اشتكى في رسالته التي دسها "وسط الملايير عن حالته الشخصية، لأن وضعيته المالية لم يصدر بشأنها قرار، منذ سنوات، ومازال، وهو والي بنك المغرب، يأخذ أجرته السابقة عندما كان موظفا بسيطا، ويصدر الحسن الثاني أمرا بأن يتم إنصاف الوالي بناني، وتعويضه حسب الأجر الجديد، عن أربع السنوات الماضية".
وتبعا لما قاله العلوي، وصل "قدر التعويض حوالي مليار، ففزع وزير المالية محمد برادة، الذي لم يكن على اتفاق مع والي بنك المغرب بناني".. ويضيف صاحب الكتاب أن برادة توجه عند الوزير الأول عز الدين العراقي بدعوى عدم توفر هذا القدر من المال، "لكن العراقي يصر على ضرورة احترام الأوامر الملكية، ليكتفي الوزير برادة بالاحتجاج، وهو يقول للوزير الأول العراقي: ألا تعرف أن الوالي بناني ورث مؤخرا من أبيه أكثر من ثلاثة ملايير".
هذا الإنصاف، أو بالأحرى الكرم، سيمتد إلى الأحزاب السياسية أيضا، ويكشف العلوي أن زعيم الحركة الشعبية الراحل المحجوبي أحرضان اشتكى لوزير الداخلية الدكتور بنهيمة يوما حاجة حزبه لدعم مالي، فبلغ الخبر للحسن الثاني فأمر "بإعطائه ستمائة مليون، ليتوصل أحرضان بشيك ممضي من طرف أحد المسؤولين الماليين". لم يقبل الزايغ هذا الشيك، حسب الكاتب، حيث قال أحرضان: لا أقبل شيكا ممضيا من طرف شخص، "فطلب بنهيمة من والي بنك المغرب أن يدفع له المال نقدا، وجاءت الأموال أكياسا"، يقول العلوي.