الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

حوار مع العشراوي.. تصريحك اصطفاف مع الانفصاليين والظلاميين وخيانة لعمر بنجلون الفلسطيني

 
مسعود بوعيش
 
 
سيدتي،
لقد سمعتُ وقرأتُ تصريحك المرفوض في حق بلدي، حيث وصفتِ المغرب بدولة الاحتلال..
أخبرك يا حنان الفلسطينية، أنه إذا وطأت قدميك أرض المغرب، ستجدينني واقفا أحمل لافتة كتب عليها:
ارحلي من هنا يا العشرواي حنان..
وإذا قدر الله أن سبقتك إلى دنيا الخلود، ستجدين أمامك إذا وطات قدميك أرض المغرب، التوأمين يمنى وصوفيا تحملان في وجهك لافتة كتبت عليها وصيتي:
ارحلي من هنا يا حنان العشراوي..
لأن تصريحاتك يا حنان مسيئة لي ولوالدي الذي قاوم الاستعمارين الفرنسي والإسباني في شمال المغرب ووسطه وجنوبه...
كنتُ أتفهم حيادك باعتبار النزاع المفتعل في صحرائنا يخص المغرب والجزائر... وكنت أتفهم إكراهاتك... لكن اليوم كشف تصريحك الأخير لوسائل الإعلام عن أشياء أخرى كنت أجهلها...
وعليه، فإنني أبعث إليك بهذه الرسالة وأنا أحيي الذكرى 45 لاغتيال الشهيد عمر بنجلون من طرف حلفائك من الجماعات الظلامية... أخلد الذكرى 45 لاغتيال عمر المغربي/ الفلسطيني، الذي كان يدير مجلة "فلسطين" في السبعينيات من القرن الماضي... عمر بنجلون الذي صاغ مع رفاقه ورفيقاته هوية الحزب الإيديولوجية: 
التحرير- الديموقراطية- الاشتراكية...
عمر كان يدير جريدة "المحرر" لسان حال حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هو نفس عمر مدير الجريدة الغراء، التي واكبت إعلاميا اجتماع محكمة العدل الدولية في لاهاي، هولندا، التي أصدرت يوم 16 أكتوبر 1975 رأيها الاستشاري في موضوع النزاع بين إسبانيا المحتلة للصحراء والمغرب المطالب بأرضه... هو نفس الـ عمر الذي واكبت جريدته انطلاق المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 1975 بمشاركة 350 ألف مغربي ومغربية لتحرير الصحراء من الاحتلال الإسباني...
لم يكتب لعمر بنجلون أن يعيش أكثر من 42 يوما على انطلاق المسيرة الشعبية السلمية التي دعا إلى تنظيمها ملك المغرب آنذاك وانخرطت فيها كل القوى الحية بالمغرب..
لم يكتب لعمر بنجلون أن يعيش بعد 18 دجنبر 1975 حيث امتدت خناجر الغدر والظلام لتغتاله أمام منزله في واضحة النهار بمدينة الدارالبيضاء..
هل تعلمين يا حنان ماذا كان رد فعلنا نحن أبناء وبنات الشبيبة الاتحادية؟
"الإرهاب لا يرهبنا والقتل لا يفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار"..
بناء على ورد أعلاه، فإنني أدين تصريحاتك يا حنان العشراوي وتصريحات أمثالك التي تصف بلدي وشهداء بلدي وتضحيات بلدي من أجل تحرير أرض المغرب من الاستعمار الإسباني بالاحتلال... إن تصريحك يسيء لتاريخ الحركة الوطنية المغربية، وأحزابها ونقاباتها وجمعياتها.. وتاريخ المقاومة المغربية وجيش التحرير المغربي ونضال الشعب المغربي وملوكه الثلاثة: محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما وجلالة الملك محمد السادس أطال الله في عمره وأنعم عليه بموفور الصحة الجيدة.
رحم الله الأستاذ والسفير واصف منصور الفلسطيني/ المغربي وصهر النقيب الراحل الأستاذ الناصري ووزير العدل السابق، رحم الله صديقنا الكبير في عيون وقلوب المغاربة الراحل واصف منصور الذي عاش بالمغرب مدافعا عن قضيته واختار طواعية أن يدفن فوق أرض المغرب لما ناداه المنادي.
رحمه الله على قولته المشهورة حول الصراع العربي الإسرائيلي منذ قرار تقسيم  فلسطين إلى منطقتين سنة 1947 ودخول العرب في معركة رفض التقسيم ورفض بناء دولة فلسطينية على الجزء العربي بموجب قرار مجلس الأمن... قال مستهزئا بأصحاب الشعارات البراقة مثل بريق تصريح حنان العشرواي: "شبعْنا  في الإسرائيليين سبان، شبعنا فيهم سب وشتم... وفي الأخير فازوا بالإبل"..
أما نحن في المغرب السعيد، فلنا إبلنا ولنا ما يكفي لتغطية حاجياتنا وضيوفنا بحكم  جغرافية وطبيعة بلدنا، ولم ننقل إبلا من هناك إلى الهنا... لكن نقلنا من هنا رسائل التضامن والدعم لمبادرات السلام هناك..
أما نحن هنا، فإننا أوفياء لشهدائنا وكفاح أجدادنا عبر قرون  نكافح من أجل تثبيت وحدتنا الترابية وتجويد دور ووظيفة مؤسساتنا الديمقراطية المشاركة والمنخرطة في معركة الحرية والاستقلال على كافة أراضينا وترابنا في حدودنا الحقة...
إن وصفك لبلدي بـ"الاحتلال" يضعك عمليا في خانة جماعة البوليساريو التي تحتجز جزءا من المغاربة الصحراويين المغرر بهم بمخيمات تندوف فوق التراب الخاضع للسلطة الجزائرية...
والسلام...