الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

عبد الصمد بن الشريف: الرزء مزلزل وغياب حكيم عنكر بسبب فيروس غادر وغاشم موجع بكل المقاييس


عبد الصمد بن الشريف
 
لم أصدق أن حكيم المرح.. الساخر.. العتيد.. الصلد.. الدكالي الأصيل.. الشاعر الحالم.. الإعلامي المتمرس.. الإنسان الممتد في سماحته وتسامحه إلى ما لانهاية.. الذاكرة التي تستحضر كل واحد باسمه.. المسار الخصب والمتنوع في نحت تجربة مهنية توزعت بين المغرب والإمارات وقطر... لم أصدق أن حكيم رحل عنا إلى الأبد...
إنه صباح الذهول والصدمة واللايقين.. كيف ترحل بهذه السرعة وبهذا الشكل المفاجئ.. بصراحة فجعت.. أول شخص اتصلت به صديقنا المشترك معن البياري الذي تقاسم مع حكيم تجربة مهنية في الخليج بالشارقة والآن بالعربي الجديد. بدوره صدم واندهش ولم يصدق.. أصيب بالذهول متسائلا بطريقته: كيف أمس تواصلنا مع زوجته ونقلت لنا أخبارا سارة ومطمئنة. غير معقول... يالله حكيم  صديق وزميل خاص. وقال لي معن إنه كان هناك خطأ في التشخيص في البداية، وربما هذا ماجعل الوباء يتمكن منه.
رحم الله صديقنا وشاعرنا النبيل والأصيل الذي كان دائما مترعا بالفرح والأمل وشغف الحياة.. وكانت ذخيرته من الأسلحة سخرية انسيابية بدون رؤوس مسمومة ومدمرة، ولغة رشيقة خفيفة أنيقة وحس إنساني رفيع وتسامح منقطع النظير وأصالة مغربية عميقة حملها معه حيث حل وارتحل. 
الرزء مزلزل وغياب حكيم بسبب فيروس غادر وغاشم موجع بكل المقاييس. لكن كل واحدة وكل واحد سيحتفظ بذكرى ما وبصورة ما ويجملة ما وبقصيدة ما لحكيم الذي فقدناه دون أن نصدق رحيله. 
أصدق مشاعر العزاء لأسرته الصغيرة والكبيرة.. لأقربائه.. لزميلاته وزملائه في صحيفة وموقع العربي الجديد.. وفي مختلف المؤسسات الإعلامية في المغرب.. ولكل المبدعين داخل المغرب وخارجه ولكل صديقاته وأصدقائه المنتشرين في كل مكان...