الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

ولي العهد السعودي يؤكد: كرّسنا جهودنا لبناء عالم أقوى وأكثر استدامة.. ويقترح: عقد قمتين لمجموعة العشرين

 
أكّد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اليوم الأحد 22 نوفمبر 2020، أنّ رئاسة المملكة لـمجموعة العشرين، كرّست جهودها لبناء عالم أقوى وأكثر متانة واستدامة، ويتوازى ذلك مع ما تشهده المملكة من تحولِ اقتصاديِ واجتماعيِ كبير، وفق ما أبنات عنه الخطة الجريئة "رؤية المملكة العربية السعودية 2030".
 
وقال ولي العهد، في مؤتمر صحفي ألقى فيه بيان رئاسة مجموعة العشرين، إن المملكة ستواصل دعم الجهود الدولية المتعلقة بتوفير لقاحات وعلاجات فيروس كورونا المستجد للجميع بشكل عادل وبتكلفة ميسورة، بمجرد توفرها، وستعمل مع شركائها الدوليين والرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين في العام المقبل لتحقيق ذلك.
 
وأعرب ولي العهد السعودي، باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رئيس قمة العشرين لهذا العام 2020، عن الشكر الجزيل لقادة دول المجموعة ولكل من شارك وساهم في الاجتماعات من جميع الدول وممثلي المنظمات الدولية ومجتمع الأعمال والمجتمع المدني على امتداد عام هذه الرئاسة.
 
وقال الأمير محمد بن سلمان: "تشكل مجموعة العشرين، منذ تأسيسها، رابطا جوهريا بين دولنا. حيث أكدت أهمية دورها طوال هذه السنوات في التعامل مع القضايا الاقتصادية والمالية والاجتماعية والبيئية"، مؤكداً "في ظل تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) وتبعاته المؤثرة صحياً واقتصادياً واجتماعياً، كان تعاوننا أكثر أهمية من أي وقت مضى، وتعاملنا معاً مع هذا التحدي بجدية تستوجبها مسؤولية صون حياة الإنسان وحماية سبل العيش وتقليل الأضرار الناتجة عن هذه الجائحة ورفع الجاهزية لمواجهة الأزمات المستقبلية".
 
وأبرز ولي العهد السعودي، في هذا الصدد، أن "المجموعة تبنت هذا العام أولويات عملنا معا لتنفيذها وعلى رأسها معالجة الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها الجائحة، واتخاذ كل ما يلزم لحماية الأرواح وسبل العيش ومساندة الفئات الأكثر احتياجا"، لافتا إلى أنه "لتحقيق ذلك بادرت المجموعة بالقيام على الفور بتقديم الموارد اللازمة لمن هم في الصفوف الأمامية لمواجهة فيروس كورونا، وتعهدت الدول في بداية الجائحة بأكثر من 21 مليار دولار أميركي لتلبية احتياجات التمويل الفورية، وتحديدا لتطوير الأدوات التشخيصية واللقاحات والعلاجات الفعالة. وقد ساهمت المملكة بـ500 مليون دولار لدعم هذه الجهود".
 
وتابع ولي العهد السعودي موضحا أن "هذه الجائحة لم تعترف بالحدود، فقد وصلت إلى جميع الدول وأثرت بشكل مباشر وغير مباشر على كل إنسان يعيش في هذا الكوكب. الأمر الذي استوجب تفعيلاً للدور المحوري الذي تلعبه مجموعة العشرين، ومن أجل ذلك اجتمع قادة المجموعة مرتين خلال رئاسة واحدة لمجموعة العشرين، في سابقة هي الأولى منذ تأسيس المجموعة"، مضيفاً: "ولمواجهة هذا التهديد العالمي الذي تشهده البشرية جمعاء، بادرت دول المجموعة باتخاذ إجراءات غير مسبوقة وتدابير مُنَسقة للتعامل مع الجائحة وتبعاتها".
 
اجتماعُ قادة المجموعة مرتين خلال رئاسة واحدة لمجموعة العشرين، ولأول مرة في تاريخ المجموعة، ألهمت ولي العهد السعودي أن يتقدم باقتراح عقد قمتين لمجموعة العشرين سنويا، الأولى عن بعد في منتصف العام، والثانية بالمشاركة الفعلية في آخر العام.
 
وتوقف الأمير محمد بن سلمان عند التدابير القوية، التي اتخذتها مجموعة العشرين، برئاسة السعودية، لمواجهة جائحة كورونا، ليؤكد على أهمية الوحدة في الفعل والهدف، بعبارات مؤثرة استقطبت اهتماما عالميا، إذ قال: "أظهرنا معا أن قوتنا تكمن في وحدتنا. وهذا هو بالفعل الهدف الذي أنشئت من أجله مجموعة العشرين، لكي تجتمع دول العالم من كافة القارات من أجل مجابهة التحديات الملحة لهذا العصر، واتخاذ حلول فعالة ومشتركة حيالها"، وزاد قوله: "إننا ندرك جيداً أهمية تحقيق حماية أفضل من الجوائح في المستقبل، كما يتوجب علينا أخذ الدروس من هذه الأزمة، ولتحقيق ذلك فقد اقترحت رئاسة المملكة لمجموعة العشرين مبادرة تساهم في (الوصول إلى أدوات التصدي للجوائح)، وتسعى هذه المبادرة لتحقيق 3 أهداف، هي تشجيع البحث والتطوير والتوزيع للأدوات التشخيصية والعلاجات واللقاحات لجميع الأمراض المعدية، وتشجيع وتسهيل التمويل الدولي للتأهب للجوائح العالمية، وكذلك دعم تدريب المختصين في الأوبئة بجميع أنحاء العالم"، ليشدد على أن "هذه الأزمات تذكرنا بإنسانيتنا وتستنهض فينا المبادرة والعطاء، وعلى الرغم من الشدائد المفاجئة التي صاحبت هذه الجائحة عالميا، لم نتوقف عن العمل على محاور جدول أعمال رئاسة المملكة، والمتمثلة في تمكين الإنسان، وحماية كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة. حيث أصبحت هذه المحاور الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى للتغلب على هذه الأزمة العالمية، وبناء تعاف شامل ومستدام، وتشكيل عالم أفضل للجميع".
 
وخلص الأمير محمد بن سلمان إلى القول إنه "كان تحديا استثنائيا، وفي نفس الوقت شرفا حقيقيا لنا أن نتولى رئاسة مجموعة العشرين خلال هذا العام الصعب. وكنا نأمل أن تنعقد هذه القمة حضورياً، في العاصمة الرياض التي تروي قصة وطن يعتز بتاريخه الطويل وبإنسانه الأصيل وبمستقبله المزدهر"...