كومينة: الجمهور القبايلي يردّ على جمهور البوليس والعسكر وعلى نظام الجنرالات: Pouvoir Assassin
الكاتب :
"الغد 24"
محمد نجيب كومينة
أشار الزعيم القبايلي، في تدوينة له، أن من رفعوا شعار "اعْطو لو البنان المرّوكي حيوان"، هم عسكريون تم ملء ملعب 5 جويليه بهم وتكليفهم بسبّ المغاربة مرة أخرى، وليسوا جمهور القبايل.
سبّ المغاربة ودفعُهم لرد الفعل بهدف خلق العداوة بين الشعبين المغربي والجزائري هدفه الواضح هو تحاشي عودة الحراك في الجزائر أولا وقبل كل شيء، وحماية نظام الجنرالات الفاشل من خطر المقارنة مع المغرب.
الجنرالات يراهنون على العمى، الذي ينتج عن الشحن بالأحقاد، لذلك هم مستعدون للدفع ببيادقهم إلى رفع الشعارات الأكثر عنصرية المدانة كونيا، وهذا ما يفرض أن يحافظ المغاربة على تحضّرهم ونبذهم للعنصرية، وبالتالي التعامل مع الفاشلين المتأخرين الغارقين في الجهل بالإهمال، لأن الإهمال هو الأصلح في مواجهتهم والأقدر على جعل أعصابهم، المنهكة أصلا، تصاب بمزيد من الإنهاك.
السلوك المتحضر والمترفع عن التفاهة والرداءة الأخلاقية ليس ضعفا، بل هو تعبير عن قوة عقلية ونفسية وأخلاقية وثقافية، وعن الكبر، والمغرب اليوم أقوى من أي وقت مضى في مختلف الميادين مقارنة مع محيطه الإقليمي بقوة المغاربة، وهذا هو الأهم.
اغلبية جمهور شبيبة القبايل رفعت في المقابل شعار pouvoir assassin ، في ردّ على جمهور البوليس والعسكر، الذي يعرف أن من يحركونه يكرهون المغاربة والقبايليين وكل الجزائريين والعالمين أجمعين...
الفريق القبائلي كان بإمكانه أن يلعب في ملعب تيزي وزو، لكن العسكر أبقى الملعب مغلقا خوفا، في تعبير عن الجبن والتوجس المرضي...
وكان فريق الوداد الرياضي لكرة القدم خسر بهدف نظيف أمام مضيفه شبيبة القبايل، في المباراة التي جمعت بينهما، في ملعب "5 جويلية" في العاصمة الجزائر، مساء يوم الجمعة 17 فبراير 2023، برسم الجولة الثانية من دور مجموعات دوري أبطال أفريقيا.
لقد وصل النظام العسكري في الجزائر إلى مستوى من الحُمق لا مثيل له ربما في تاريخ البشرية، قبل وبعد اكتشافها للثقافة والسلوك الحضاري.
ففضلا عن الشعار المذكور أعلاه، دفع الجنرالات ببعض المكلفين بالاستفزاز في ملعب 5 جويي إلى رشق فريق الوداد البيضاوي بالقنينات لدى دخوله إلى الملعب في المباراة التي جمعته بشبيبة القبائل، وهو ما أتصور أن الفريق القبايلي قد امتعض منه، وبالتأكيد فإن جمهور الوداد، الذي غاب عن المباراة تجنبا لأي حادث بعدما فهم رسالة نزع أدوات التصوير العادية من فريقه، لن يرد بالمثل، وسيتصرف بتحضر وترفع.
سبّ المغاربة وقذف فريق الوداد بالقنينات لم يكونا الحدث الأبرز، الذي يكشف استفحال مرض نظام شنقريحة وتابعيه في حظيرة الحمقى والأغبياء، بل إن الحدث الأبرز والأكثر إثارة لانتباه كل المتتبعين من غير المغاربة هو تعمّد عدم رفع العلم المغربي إلى جانب الجزائري وعلم الكاف في تجاوز سافر للمعمول به، ثم سحبُ وإنزالُ العلم الجزائري بعد أن نبّه مسؤولو الوداد إلى عدم رفع العلم المغربي. لقد كانوا مستعدين لسحب علمهم أمام الجمهور الجزائري وأمام الكاميرات والهواتف الذكية كي لا يُرفع علم المغرب. وهذا ما يؤكد الغباء المطلق والحمق الذي لا شفاء منه، إذ إنهم بسحبهم للعلم الجزائري أهانوا أنفسهم وأهانوا الجزائر كلها، هذا بينما لا يلحق عدم رفع العلم المغربي في مباراة لكرة القدم بين ناديين رياضيين أي ضرر للمغرب، لأن هذا العلم مرفوع حيثما وجد المغاربة، ومحترم من طرف كل المتحضرين في العالم الذين لا يعانون من أزمة هوية ولا يتسرب إليهم شك في وجودهم ولا تحركهم عُقَد ماضٍ ولا ينظرون إلى المستقبل بخوف ولا إلى الجيران والعالم بغِلٍّ وبغض وكراهية.
ربما كان النظام الجزائري يمني النفس بامتناع الوداد، بطل أفريقيا، عن السفر إلى الجزائر كي يستغلها فرصة للمطالبة بإقصائه والركوب على ذلك للتغطية على حرمان الفريق الوطني للمحليين من المشاركة في "الشان" والاستمرار في خلق الخلط، لكن أمله خاب ولعب فريق الوداد رغم ذلك المباراة التي خسرها بهدف في الدقائق الأخيرة، بعدما كان بيّنا أنه كان يرغب فقط في التعادل...
ولست أدري ما إذا كان المدرب من حدد هذا الهدف وقيّد اللاعبين أم أن اللاعبين كانوا خائفين من أن تترتب على انتصارهم اعتداءات من قبيل تلك التي تعرض لها الفريق الوطني للفتيان أو أسوأ، إذ بيّنت الدقائق الأخيرة التي سعى فيها الوداد إلى التعادل أنه أقوى بكثير من منافسه، وأنه كان قادرا على الانتصار.
المهم أن النتيجة كانت لصالح الفريق القبايلي، ومبروك عليه، وحظا سعيدا للوداد في مباراة العودة، وباقي مباريات مجموعته، التي افتتحها اليوم...
هي غير الكرة، رياضة، ومن يبني عليها رهانه السياسي والوجودي أحمق خصّو المارستان.