الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
إبراهيم غالي زعيم "جمهورية الوهم" الذي لا يتحرك إلى بأوامر صناعه في الجزائر

ها فين كان مختفي "الزعيم".. إبراهيم غالي يعلن الحرب على المغرب ويدق آخر مسمار في نعش البوليساريو

 
إنصاف الراقي
 
بعد فرار عصابات البوليساريو، صباح أمس الجمعة، من الكركارات، إثر تدخل القوات المسلحة الملكية، بصرامة وحزم، لتأمين انسيابية حركة التنقل، التي توقفت لثلاثة أسابيع بفعل قطاع الطرق الموالية للجبهة الانفصالية، وجد إبراهيم غالي، زعيم البوليساريو، نفسه محاصرا في الرابوني، وهو يشاهد سيارات عصاباته تفر صوب المخيمات، مما زعزع نفوس التندوفيين، الذين ظلوا يقتاتون على خرافة "القوات الباسلة" لبضعة مقاتلين، يحملون صفة "جيش التحرير الشعبي الصحراوي".
وبحسب مصادرنا، فإن إبراهيم غالي، الذي أثبت للقيادة الجزائرية، أنه رهان فاشل، سارع بإيعاز منها، لتجييش المحتجزين في تندوف من خلال عدة بلاغات، أولها، رسالة احتجاج موجهة للأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، تتضمن العديد من المغالطات، حتى يظهر للتندوفيين، أنه يتوفر على كاريزما القيادي بالجبهة. ثم اختفى من المخيمات، وغاب عن الأنظار، حتى أضحى الجميع يتساءل أين اختفى "الزعيم"...
ولأن هذا الخطاب أصبح متجاوزا، باعتبار أن الأمم المتحدة، كانت شاهدة على استفزازات البوليساريو لعناصر القوات المسلحة الملكية في الحزام الأمني وبالكركارات، فإن مصادرنا كشفت أن جنرالات الجزائر هم الذين استدعوا إبراهيم غالي، حيث عقد عدد منهم اجتماعا مغلقا دام ساعات طوال، حيث جرى تلقينه الخطوات المقبلة، وأولها العمل على "تبنيج" الانفصاليين الذين طغت عليهم روح الانهزامية، على الأقل، بخطاب حماسي، يعيد شيئا من الشحن في النفوس المنكسرة.
وتبعا للمصادر نفسها، سارع غالي، بإملاءات جنرالات الجزائر، إلى الإعلان رسميا، في آخر بلاغ له، عن تنصل الجبهة الانفصالية، من جانب واحد، من معاهدة وقف إطلاق النار الموقعة بين جبهة البوليساريو والمغرب سنة 1991، حيث أصدر غالي، ما سماه مرسوما رئاسيا، أعلن من خلاله "نهاية الالتزام بوقف إطلاق النار الموقع بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية". في إشارة صريحة إلى إعلان الحرب على المغرب، خاصة حينما كلف ما وصفها بـ"الهيئة الوطنية للأمن باتخاذ الإجراءات والتدابير المتعلقة بتنفيذ مقتضيات حالة الحرب". ووفقا للمصارد ذاتها، فإن هذا الإعلان، الذي يمثل تنصلا للبوليساريو من الاتفاق، لا يعدو أن يكون مجرد رقصة من رقصات الديك المذبوح، وعملية انتحارية، قد تدق آخر مسمار في نعشها.
ولأن إعلانا من هذا النوع، لا يمكن أن يصدر عن إبراهيم غالي من تلقاء نفسه، وإنما بتوجيه من المؤسسة العسكرية الجزائرية، فقد سارعت العديد من وسائل الإعلام في الجزائر، إلى نشر خبر التخلي عن وقف إطلاق النار على نطاق واسع، كما تم إذاعته في عدد من الإذاعات، كنوع من المساندة والدعم الصريحين لخطوة البوليساريو، وهي الخطوة، تضيف مصادرنا، التي لقيت رفضا من قبل العديد من الجزائريين، الذين يعتبرون جبهة البوليساريو عبئا على الدولة، ومصدرا للتفرقة بين الشعبين المغربي والجزائري.
في هذا السياق، قال الناشط الصحراوي مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، إن جبهة البوليساريو أعطت للمغرب الشرعية في ضم كل منطقة الكركرات وراء الحزام الدفاعي، بسبب سوء تقديرها.
واعتبر مصطفى سلمة، في تدوينة له بحسابه في الفايسبوك، أن "المغرب تحمّل الخسارة لمدة ثلاث أسابيع لكسب مشروعية التدخل لضم منطقة الكركرات خلف الحزام".
وأضاف مصطفى سلمة أن البوليساريو عليها أن تسلم بالواقع الجديد، و"أنه لن يفيدها الشحن العاطفي للصحراويين، ولا ضربات هنا وهناك".
وتابع الناشط الصحراوي، "فقد يؤدي استمرار قصف نقاط في الحزام الدفاعي المغربي إلى أن يقوم المغرب بخطوة مشابهة، ويستكمل الحزام الدفاعي في قطاع بير لحلو ليصل إلى الحدود الجزائرية الموريتانية، و تبقى البوليساريو محصورة داخل التراب الجزائري".
من جانبه، قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، عمر الشرقاوي، "أنْ يصدر ابراهيم غالي ما يسمى بمرسوم إعلان الحرب ضد بلدنا، فهذا لا يخرج عن بهلوانيات البوليساريو التي اعتدنا عليها، لكن أن يصدر المرسوم من داخل التراب الجزائري، فهذا عمل عدواني معلن من داخل سيادة دولة جارة".
واعتبر الشرقاوي، في تدوينة له بالفايسبوك، أن هذا العمل العدواني "من شأنه أن يمس بالسلام والأمن، ويهدد سلامة أراضينا، وعلى هذا النحو تغدو الجزائر مسؤولة مسؤولية دولية عن أي عمل عدواني ينطلق من أراضيها، ومن حق المغرب وفق ما تأذن به المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ممارسة الدفاع عن النفس وحماية سلامة الحدود".