عندما يحل أمزازي بآسفي.. سيجد بين يديه فضيحة الإعفاء التعسفي لأنزه مدير من قبل المندوب الإقليمي

 

 

ينتظر أن يحل وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، غدا الخميس، بمدينة آسفي... نتمنى أن يحل الوزير بعاصمة عبدة أهلا وسهلا وبألف سلامة، وأن تكون زيارته مثمرة، وليس مثل تلك الزيارات المعلومة في الزمن المعلوم، عندما كان يريد مسؤول ما زيارة مكان ما، بسرعة الضوء تنبت الأزهار والأشجار والرياحين، ويتحوّل المكان المقصود إلى ما يشبه الجنة، ويحيط به المسؤولون المحليون المشبوهون من كل جانب حتى لا يرى إلا ما يريدون هم أن يرى، ولا يتركون له وقتا ولا نفّسا لأن يستحضر المثل المغربي "آ المزوّق من برّا آش اخبارك من الداخل"!

لا نعتقد أن الوزير سعيد أمزازي سيكون من أولئك المسؤولين السطحيين، الذين سرعان ما تخدعهم المظاهر، ولا "يقشعون" أي "وزة" مما تبطنه السرائر، فهو مسؤول جدي، ويضع مصلحة القطاع فوق أي اعتبار، وسيعرف كيف يحصل على الملفات الحقيقية، ويتعرف على حقيقة ما يجري من اختلالات بنيوية في المديرية الإقليمية للتعليم...

من بين ملفات الاختلالات والتجاوزات، التي تحبل بها المديرية الإقليمية للتعليم بآسفي، سندرج، هنا، ملفا واحدا، يكتسي أهمية بالغة لدى عموم سكان مدينة آسفي، ويلقى إجماعا قل نظيره في أي قطاع آخر، الإجماع سواء في التنديد بقرار الإعفاء التعسفي، الذي استغل فيه المدير الإقليمي جائحة كورونا ليصفي حسابا بئيسا وحقيرا مع واحد من أنزه المديرين، وهو مدير ثانوية وادي الذهب الاعدادية بآسفي، عبد الفتاح بوسخان، والإجماع كذلك في التعاطف والتضامن مع هذا المدير، سواء من قبل الأطر التربوية والإدارية، أو من قبل النقابات التعليمية، أو من قبل جمعية المديرين، بل حتى من قبل أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ...

 

هذه الوقفة سنخصصها للسؤال الكتابي، الذي كان عبد الحميد فاتحي رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، وجهه إلى الوزير سعيد أمزازي، ومازال لم يتلق عليه أي جواب، الذي نأمل أن تكون هذه الزيارة إلى عين المكان، فرصة للجواب، الجواب الإيجابي، الذي ينتظره الجميع في آسفي، وهو إنصاف المدير عبد الفتاح بوسخان، وإعادة الاعتبار له، لأنه مدير كان يفترض أن يستحق مكافأة على تضحياته وإخلاصه في العمل، وليس قرارا تعسفيا بئيسا من مسؤول أثبت أنه غير مؤهل للمسؤولية... يقول عبد الحميد فاتحي، الذي وجه السؤال يوم الثلاثاء 29 سبتمبر 2020:

 

توصل السيد عبد الفتاح بوسخان مدير الثانوية الإعدادية وادي الذهب بآسفي بقرار إعفائه من مهامه يوم الاثنين 14 شتنبر الجاري.. ومن ذلك التاريخ إلى يومه لم تخفت حملات التضامن مع المدير المعفى من مهامه والتنديد بالقرار الذي اعتبرته، مختلف التعبيرات (نقابية، تربوية، حقوقية...) قرارا تعسفيا وجائرا.
وقبل طرح السؤال، أود أن أبسط أمامكم حيثيات القرار الذي اتخذه المدير الإقليمي والتعليق عليه بما توافر لدينا من معطيات حتى تكون الصورة واضحة.

 

 

 لقد كان السيد المدير الإقليمي على علم بالعطب الذي أصاب الرقاقة (puce) الخاصة بالهاتف الموضوع رهن إشارة المدير المعفى من مهامه  منذ أواخر شهر يوليوز حيث تقدم إلى المديرية بطلب تغيير الرقاقة والتي لا يمكن تغييرها إلا بإذن مكتوب من طرف السيد المدير الإقليمي ولم يتكمن من الحصول عليها إلا يوم الخميس 10 شتنبر
ورغم ذلك، وطوال المدة الفاصلة بين نهاية يوليوز إلى 10 شتنبر، كان المدير يتدبر أموره ليظل التواصل قائما بينه وبين المدير الإقليمي ومسؤولي المديرية بل وحتى التلاميذ وأوليائهم، ويكفي، في هذا الصدد، الاطلاع على دفتر الشواهد المدرسية وتواريخ إنجازها، خلال شهر غشت، وهي موقعة من طرف المدير، ليتأكد كل من في حاجة إلى دليل أو تأكيد أن مدير إعدادية وادي الذهب ظل حريصا على أن يبقى التواصل قائما مع الجميع، رغم أعطاب الهاتف.

 

 

في هذا الصدد نتساءل من أين  استنتج السيد المدير الإقليمي عدم التزام المؤسسة بالبروتوكول الصحي الذي وضعته الوزارة؟ إذ لم تزر المؤسسة أي لجنة للوقوف على التدابير الوقائية المتخذة للحد من مخاطر تفشي الوباء. علما أن امتحانات البكالوريا مرت في ظروف جيدة، ومع ما رافقها من استعدادات، زادت من خبرة الإدارة في هذا المجال، وأكسبتها تجربة كافية للاستعداد المبكر بتهيئة وتنظيف 39 قاعة درس فضلا على المرافق الصحية، علما أن المؤسسة لا تتوفر على عون خاص بالنظافة. وبتظافر جهود جمعية أمهات وأولياء التلاميذ تمكن إدارة الثانوية الإعدادية وادي الذهب من توفير كل شروط نجاح الدخول المدرسي، من رسم علامات التشوير والممرات بكل مرافق المؤسسة لإرشاد وتوجيه التلاميذ وكل المرتفقين، وتوفير وسائل التعقيم فضلا عن المناديل الورقية والمحرار ودواسات التعقيم وغيرها. وهكذا تم استقبال التلاميذ في أجواء ملائمة تم خلالها احترام التباعد الجسدي، والتزام الجميع بوضع الكمامة..  وهو ما توثقه الصور التي ستجدونها مرفقة بهذا السؤال الى جانب شهادة جمعية أمهات وأولياء التلاميذ.

 

 

لتوضيح هذه النقطة أكثر، والتي يبدو أنها أخذت حجما أكبر من حجمها بعد شيوع الخبر في وسائل إعلام محلية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، فالمؤسسة لم تسجل داخلها أية حالة مصابة أو مخالطة.  كل ما في الأمر، أن الإدارة رصدت، بعد تواصلها مع السلطات المحلية، أربع حالات لتلاميذ كانوا مشمولين بالحجر الصحي، وأتموا الفترة المخصصة لهم في الحجر داخل منازلهم، وأكدت السلطة المحلية للسيد المدير أن لا خوف على المؤسسة من خطر ولوجهم داخلها. وهذه المعلومات كلها تم إخبار المديرية الإقليمية بها، عن طريق الرقم المخصص لهذا الغرض.

 

 

تم الاتصال بالسيد المدير المعفى من مهامه من طرف الكاتب الخاص للسيد المدير الإقليمي مساء يوم الأحد 13 شتنبر الجاري طالبا منه سحب المعقم. وهو ما كان سيفعله يوم الاثنين 14 شتنبر صباحا، غير أنه فوجئ على الساعة التاسعة والنصف من نفس اليوم بلجنة تحمل قرار الإعفاء دون سابق إنذار، فكيف يمكنه تسلم المواد المعقمة وفي أي زمن؟

 

 

هذه الحيثية كانت موضوع استفسار توصل بها مدير الثانوية الإعدادية وادي الذهب من طرف المدير الإقليمي كتابيا وأجابه في حينه عن ذلك نافيا الواقعة. فالأمر يتعلق بزيارة لجنة لم تحمل شارة تُعرف بصفتها، فطلب المدير معرفة صفتهم ليجيبه أحدهم "أهكذا تستقبلون زواركم؟"  فعرفا باسميهما وصفتهما وطويت صفحة سوء التفاهم، أخذا المطلوب وانسحبا بشكل عادٍ ليفاجأ باستفسار بعد ذلك. فهل طلب معرفة صفة أي شخص ولج المؤسسة تستوجب التنبيه وتعد استقبالا غير لائق؟

 

 

بالفعل تلقى السيد عبد الفتاح بوسخان مدير الثانوية الإعدادية وادي الذهب إنذارا على خلفية خلاف بين أستاذ وولي أمر أحد التلاميذ، خصوصا لما علم الأستاذ أن الأب رجل أمن، فتفاقم الخلاف حد استعمال العنف، وقدم السيد عبد الفتاح بوسخان توضيحات للجنة التي تم تشكيلها للنظر في هذا الأمر، ورغم الجهود التي بذلها السيد عبد الفتاح بوسخان كي يحد من الخلاف بين الأستاذ وولي أمر احد التلاميذ إلا أن الأمور تطورت بشكل لا يد للمدير فيه، وكان ما كان. فهل من المعقول أن يذهب المدير ضحية خلاف بين شخصين؟
السيد الوزير المحترم، إذ أضع بين أيديكم ملف إعفاء السيد عبد الفتاح بوسخان مدير الثانوية الإعدادية وادي الذهب بآسفي فإني أسائلكم عن التدابير التي تنوون اتخاذها إحقاقا للحق وصونا للممارسة الإدارية والفعل التربوي من أي تعسف محتمل؟

وتفضلوا السيد الوزير المحترم فائق عبارات التقدير والاحترام.

 

 

المرفقات:
قرار الإعفاء
بيانات النقابات
بلاغ جمعية أمهات وأولياء التلاميذ
بلاغات الجمعيات الحقوقية
مقالات الصحف في الموضوع