الحسن الثاني يرد على بوعبيد حينما اشتكى له من التزوير الانتخابي: لم يعرفوا كيف يزوّرون والتزوير كان كميًّا
الكاتب :
حسن عين الحياة
حسن عين الحياة
في كتابه "المغرب الذي عشته"، ركز الاتحادي عبد الواحد الراضي على جانب من عملية التزوير التي كان حزبه الاتحاد الاشتراكي ضحية له.. ذلك أنه خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في سنة 1977، اتهم الاتحاديون السلطة بتزوير الانتخابات، وكانوا وقتها قد حصلوا على 15 مقعدا فقط.. كما تم اختيار عبد الواحد الراضي الذي كان موجودا وقتها بالولايات المتحدة الأمريكية لرئاسة الفريق البرلماني للحزب.. لكن بالرغم من ذلك، اشتكى زعيم الحزب من التزوير وهو في حضرة الملك. وعن هذه الواقعة، يقول الراضي عما دار بينه وبين عبد الرحيم بوعبيد "قال لي إنه حين استقبله الملك الحسن الثاني اشتكى من التزوير الانتخابي، الذي مس الاتحاد الاشتراكي، وأضرَّ- بدون شك- بصورة البلاد ومصداقية مؤسساتها. وأجابه الحسن الثاني في شبه مداعبة "لم يعرفوا كيف يزورون، فقد كان التزوير كميَّا. أما من الناحية الكيفية فإن فريقكم يساوي أكثر من عدده وسيكون أكثر قوة. ولو أنهم أتقنوا التزوير، لكانوا تركوا لكم عددا أكبر ولكن بدون كفاءات". وعقَّب عبد الرحيم "لا نعرف حتى الآن ما إذا كان سيكون لنا فريق برلماني"، سأله الملك لماذا؟ فأجابه بأنهم تركوا لنا 15 مقعدا فقط. فأجابه الملك: الأمر سهل. سنبدأ تشكيل الفريق البرلماني بعدد 12 ونترك لكم ثلاثة مقاعد كاحتياط. وعاد الملك ليسأل السي عبد الرحيم: ومن سيكون رئيس فريقكم؟ فأجابه بوعبيد لقد اخترنا عبد الواحد الراضي، فعلق الملك "ونِعم. إن له الجذارة والكفاءة".