الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

نوفل البعمري لوزير الصحة: أكدتم فشلكم بإغلاق قسم الإنعاش بمستشفى محمد الخامس بشفشاون


وجّه الحقوقي والفاعل المدني نوفل البعمري، باعتباره مواطنا من سكان مدينة شفشاون، رسالة مفتوحة إلى وزير الصحة بشأن إغلاق قسم الإنعاش بمستشفى محمد الخامس بشفشاون، مبرزا التداعيات الخطيرة لهذا الإغلاق، على حياة وصحة السكان، في ظل الانتشار المتدرج لجائحة كورونا في المنطقة، مؤكدا أن الإغلاق يعني فشل وزير الصحة في القيام بمسؤولياته كاملة... وفي الوقت نفسه، وجّه نوفل البعمري تحية للأطقم الطبية من دكاترة وممرضين وإداريين، الذين ظلوا مرابطين بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون طيلة هذه الأشهر، يقدمون الرعاية الصحية بتضحياتهم وروحهم الوطنية رغم الإمكانيات المحدودة... وفي ما يلي النص الكامل لهذه الرسالة المفتوحة:
 
السيد وزير الصحة المحترم،
يؤسفني أن أتواصل معكم بخصوص موضوع جد خطير يستهدف ويمس الحق في الحياة لواحد من أكبر الأقاليم بالمغرب، إنه إقليم شفشاون حيث إنه، ومنذ سنة، وقسم الإنعاش مغلق، ولا يقدم خدماته المستعجلة للمرضى خاصة ممن يستدعي وضعهم الصحي تدخلت عاجلا ومستعجلا من طرف أطباء قسم الإنعاش، وقد ازداد الوضع تفاقما مع الوباء المستجد كوفيد 19 هذا الوباء وكما تعلمون يتميز بقوة فتكه واستهدافه لأرواح الأبرياء، وإذا كان الأطباء بالمستشفى ومختلف الأطقم الطبية من ممرضين وممرضات يقومون بواجبهم اتجاه المرضى ويتدخلون لحماية أرواحهم انطلاقا من واجبهم المهني والإنساني، فإن غياب طبيب للإنعاش متخصص أدى بإغلاق هذا القسم وتوقفه عن تقديم خدماته للمرضى خاصة الذين اصيبوا للأسف بالفيروس اللعين.
إن سكان إقليم شفشاون، كما تعلمون، يتجاوز عددهم 700 ألف نسمة، أغلبيتهم الساحقة تنتمي للعالم القروي، ويظل هذا المستشفى الإقليمي هو الوحيد الذي يقدم خدماته في إطار محاربة الفيروس لهذه النسمة، فكيف تصرّون أنه يمكن إنقاذ أرواح الأبرياء وقسم الإنعاش مغلق؟؟

السيد وزير الصحة المحترم،
بلادنا انخرطت في سياسة تم وضعها من طرف عاهل البلاد للتصدي لهذا الوباء، وتم وضع خطة استعجالية لذلك، وكانت المثال لهذا العمل الذي تم القيام به، إلا أنه وفي إقليم شفشاون، وفي الجانب المتعلق بكم، كوزارة الصحة، يؤسفني أن أخبركم أنكم فشلتم في القيام بواجبكم، وخنتم الأمانة والثقة الملكية، وقد تكونوا شركاء في وفاة أشخاص بالفيروس اللعين كان يمكن إنقاذ أرواحهم إذا ما كان قسم الإنعاش يقدم خدماته، هل تتصورون السيد وزير الصحة أنه في القرن الواحد والعشرين مستشفى إقليمي لا يقدم خدماته، خاصة قسم الإنعاش الذي يعتبر حيويا للمرضى وللمصابين بالفيروس اللعين.

السيد وزير الصحة المحترم،
قد تتساءلون إذا ما استقطعتم وقتا لتتساءلوا: لماذا لم نلتفت إلى كون قسم الإنعاش مغلقا طيلة الستة أشهر الماضية، السبب بسيط هو أن الإقليم ومعه المدينة كانتا معا تعرفان انحسارا كبيرا في انتشار الفيروس، الآن وقد بدأ الفيروس في الانتشار وبدأت الأرقام ترتفع بشكل تدريجي ولو ببطء، فقد فوجئنا بإغلاق القسم وعدم تقديم خدماته، لذلك دعني أتساءل: في الحالات التي تتطلب تدخلا مستعجلا، أين يمكن تقديم هذه الخدمة الطبية المستعجلة؟ هل يتم نقلهم إلى تطوان التي تعرف هي الأخرى ضغطا كبيرا على مستشفى سانية الرمل؟ أم نتركهم للخالق عله يشفيهم؟

السيد وزير الصحة المحترم،
لا نطلب منكم تدخلا عاجلا، بقدر ما نطلب منكم القيام بواجبكم كاملا، باحترام الدستور الذي ينص على الحق في الحياة وباحترام كرامة المواطنين وصيانة حقهم في الصحة كحق دستوري، وحق كان من أولويات الدولة طيلة الفترة الماضية.

السيد وزير الصحة المحترم،
كان بودي مراسلتكم لتهنئتكم على نجاحكم في مهمتكم، لكن يؤسفني أن أخبركم أنكم فشلتم في توفير الرعاية الصحية لسكان هذا الإقليم.
فشلتم في توفير التدخل الطبي المستعجل لسكان هذا الإقليم.
فشلتم في حماية الحق في الحياة لسكان هذا الإقليم.
فشلتم في حماية الحق في الصحة لسكان هذا الإقليم.
فشلتم في الثقة الملكية وفي ثقة المواطنين.
أنتم وحدكم من تتحملون هذه المسؤولية.
في الختام، أستغل هذه الرسالة المفتوحة، لأحيي الأطقم الطبية من دكاترة وممرضين وإداريين، الذين ظلوا مرابطين بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون طيلة هذه الأشهر، ظلوا يقدمون الرعاية الصحية بتضحياتهم وروحهم الوطنية وبالإمكانيات المحدودة، التي وفرتها الوزارة لهم.
وتقبلوا فائق التحية والتقدير.

نوفل البعمري من سكان مدينة شفشاون.