نجل السيد علي الأمين يحمّل مسؤولية سلامة والده لشبيحة وميليشيا حزب الله
الكاتب :
"الغد 24"
خرج هادي الأمين، نجل رجل الدين والمفكر اللبناني المناوئ لحزب الله، السيد علي الأمين، اليوم الثلاثاء، عن صمته حيال الحملة، التي يتعرض لها والده من طرف "الشبيحة الشيعة"، محمّلا مسؤولية سلامة والده لـ"زعيم ميليشيا حزب الله"، حسن نصر الله، متهما إياها بشن "أقذر وأوجس حملة تخوين وتهديد بالقتل الصريح".
وقال نجل الأمين، في سلسلة تغريدات على موقع تويتر، إن "الحرب مع هذه الميليشيات وأربابها طويلة، ستنتصر فيها قيم الحرية على الاستبداد والتنوع على الانغلاق والعقل على الغوغائية والاجتهاد على التلقين، والانفتاح على الطائفية، وسلطة القانون على سرايا الشبيحة".
واقتبس الأمين جزءا من كلمة دينية مشهورة لزينب بنت علي بن أبي طالب، مخاطبا فيها ميليشيا حزب الله "ولإن شمختم بأنوفكم، تظنون بأنَّ الدنيا لكم مستوثقة، والأمور متسقة، فلا تظنّوا، وإن أخذتم علينا الأرض وضيقتم علينا آفاق السماء، أن بكم على الله كرامة وبنا عليه هوانا".
وأدى اتهام الأمين إلى جدل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، بين مدافعين اعتبروا أن الاتهام سياسي بسبب معارضته الشرسة لـ"حزب الله"، وبين جمهور الحزب الذي سرعان ما أطلق بالتزامن مع انتشار الخبر حملة تخوينية بهاشتاغ #علي_الأمين_عميل.
وفي خضم هذه الحملة، التي يتعرّض لها العلّامة السيّد علي الأمين، زار رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، مع وفدٍ من قيادة الحركة، السيّد الأمين في مقر إقامته، بحضور السيّد حسن الأمين، وذلك تضامناً مع مواقفه الوطنية والعربية، واعتداله، واستنكاراً لحملة التخوين الهادفة إلى خنق أصوات الحرية، والتنوّع، والانفتاح، وتكريس الهيمنة الفئوية وإقصاء الآخر.
وكان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان أصدر قراراً بعزل السّيد علي الأمين من الإفتاء الجعفري، بعد مشاركته في مؤتمر "حوار الأديان" في البحرين، رغم عدم صحّة حصول لقاء بينه وبين أي شخصية صهيونية. وبناء على ذلك، جاء اتهامه بـ"المسّ بالقواعد الشرعية للمذهب الجعفري"، وهو ما يعني أنّ المدّعين يعتبرونه خارج المذهب.
وبحسب عريضةٍ وقّع عليها 300 من الناشطين والحقوقيين والسياسيين تحت عنوان "عبثاً تحاولون"، فإنّ "هذا الادعاءَ، يندرج في سياق سعي السلطة المُسْتَقْوِيَةِ بـ(حزب السِّلاح)، إلى مُصادرةِ الحياة السياسية، وإلى التَّضييقِ على الحريّات العامة، وفي الطليعةِ منها حرية التعبير، وإلى بَسْطِ النفوذِ الأمنيِّ على كلِّ مرافق الحياة الوطنيَّة"، لتنتهي العريضة إلى رفض تحويل "النيابات العامة الى محاكم تفتيش طيّعة بيد السلطة".
لكن ماذا قال السيد علي الأمين ليُصنّف خارج المذهب الجعفري؟
لخّص السيد علي الأمين الموقف بقوله: "سأبقى معارِضاً لسياستهم القائمة على الاستبداد، والعاملة على تربية جيلٍ من الطائفة الشيعية يجنح نحو الطائفية البغيضة كما ظهر من هتافات أتباعهم (شيعة، شيعة)، وهي من ثمار قيادة الثنائي (حزب الله وحركة أمل)، وكما قال السيد المسيح عليه السلام: من ثمارهم تعرفونهم"، مؤكداً أنّ سياسة هذا الثنائي "جلبت وتجلب الضرر للطائفة الشيعية وأوجدت لهم خللاً مع شركائهم في الوطن ومع محيطهم وشعوبهم العربية".
إن المسألة الأساس، في هذه القضية برمتها، تتمثل في قضيتين، الأولى أن السيد الأمين يعتبر أن "ولاية الفقيه ليست معتقداً دينياً أو مذهبياً للشيعة، ولكنها نظرية سياسية فى السلطة والحكم"، والثانية أن دعم إيران لبقاء سلاح "حزب الله" خارج الدولة خطر على لبنان، ويستدرج إلى الساحة اللبنانية سلاحَ غيرِه، وينذر بالحروب الداخلية وتفكيك الوطن...