الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
(صورة أرشيفية)

مفاجأة.. قتل دركيا دهسا ولاذ بالفرار.. تصوروا ما هو الحكم الذي أصدرته عليه اليوم استئنافية أكادير


جلال مدني
 
على غير العادة، لن نعطيكم خبرا اعتياديا، مصاغا وفق الإطار المعروف في معاهد الصحافة باسم "الهرم المقلوب"، الذي يفترض أن نقدم لكم، أولا، مضمون الحكم، الذي صدر اليوم الأربعاء 21 أكتوبر 2020، ثم بعد ذلك نردفه بالتفاصيل، الأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية...
خلافا لذلك، سنبدأ بالقصة: تعود الواقعة إلى الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة 11 سبتمبر 2020، حين لقي دركي مصرعه، متأثرا بجروح بليغة، جراء دهسه بعنف من قبل سيارة يقودها سائقها بتهور واضح، بسد قضائي في مركز أورير، الموجود في منطقة تاغازوت الشاطئية السياحية، الواقعة شمال مدينة أكادير...
أولا، الدركي الضحية فارق الحياة بعد وصوله إلى المستشفى العسكري، بسبب تعرضه لإصابات خطيرة بمختلف أنحاء جسمه بفعل قوة الدهس.
ثانيا، سائق السياق لم يتوقف، بل لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، دون أن يتبين أحد هويته بفعل ظلام الليل، في ذلك الوقت...
وقد فتحت المصالح الأمنية المختصة بحثا معمقا في القضية لمعرفة أسباب وملابسات الحادث، الذي أودى بحياة دركي أثناء مزاولة عمله.
الذي وقع بعد ذلك، أن السائق كانت معه مرافقة أنس، أو خليلة، وعندما طلع النهار، ووصلت أخبار وفاة الدركي الضحية، بادرت مرافقة السائق إلى الاتصال بالشرطة، وأخبرتهم بتفاصيل الحادث، وقدمت لهم أوصاف مرافقها السائق، ومع التحريات الأولية، ودخول القيادة الجهوية للدرك على خط القضية، سيجري تحديد هوية السائق، وستكون المفاجأة، مفاجأة صادمة، إنه دركي هو كذلك، بل أكثر من ذلك هو دركي زميل للدركي الهالك، ويعمل معه في مركز تازاغوت...
وعقب ذلك، اعتُقل الدركي السائق، بأمر من النيابة العامة المختصة، ووضعه رهن الحراسة النظرية، قبل أن يجري البحث معه وعرضه على الوكيل العام للملك، حيث يفترض أن يواجه تهمة القتل العمد، مع عدم تقديم المساعدة لشخص في وضعية خطر، مع الفرار، هذا مدنيا، والأكثر من ذلك أن هناك تشددا في موضوع تقديم المساعدة وفق ما تنص على ذلك القوانين والضوابط العسكرية.
في معرض الأبحاث المنجزة، أكد الدركي المتهم أنه حاول تفادي الاصطدام بدراجة نارية حاول الدركي الهالك توقيفها، ما أدى به إلى فقدان السيطرة على السيارة ليقوم بدهس زميله، والفرار إلى حين إيقافه وتقديمه إلى المحاكمة.
واليوم الأربعاء 21 أكتوبر 2020، قررت محكمة الإستئناف بأكادير إدانة الدركي المتهم بالتسبب في قتل زميله بالسد القضائي بمركز أورير نواحي أكادير، بسنتين سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 40 ألف درهم...
هذا ما كان...
وخلليوني ساكت قبل ما ننفجر...