الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
المملكة العربية السعودية تترأس مجموعة العشرين

تعرف على التدابير التي اتخذها وزراء التعليم لمجموعة العشرين برئاسة السعودية لمواجهة جائحة كورونا

 
في عز الجائحة، وفي وقت تساءل كثيرون عن مصير التعليم في ظل موسم دراسي موبوء وموسوم بفيروس فتاك، أخذت المملكة العربية السعودية زمام المبادرة، من خلال ترؤسها لاجتماع وزراء التعليم لمجموعة العشرين، الذي انكب على البحث عن حلول ناجعة لدعم المحتوى التعليمي، والتخفيف من وقع جائحة كورونا.
وعبر وزراء التعليم لمجموعة العشرين، عن امتنانهم لقيادة المملكة العربية السعودية لسنة رئاستها للمجموعة على جهودها الحثيثة لضمان استمرارية التعليم خلال الأزمات، كما أكدوا في بيانهم الختامي خلال الاجتماع المنعقد مؤخرا، على الدور المركزي للتعليم في تمكين الإنسان من اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين، معلنين في الآن ذاته عن دعمهم للجهود الفردية والجماعية المبذولة لتخفيف الآثار غير المسبوقة التي تسببت فيها التبعات غير المعهودة لجائحة فيروس كورونا المستجد على التعليم، قبل أن يؤكدوا على أهمية ضمان استمرارية عملية التعليم للجميع خلال الأزمات.
وأكد وزراء التعليم في سياق المرحلة التعليمية الموسومة بتداعيات الجائحة، أن التعليم هو حق من حقوق الإنسان وأساس للحقوق الأخرى، كما أنه يشكل أساس التنمية الشخصية، حيث "أنه يزود الأطفال والشباب والكبار بالمعرفة والمهارات والقيم والتوجهات اللازمة ليتمكنوا من الوصول إلى كامل إمكانيتهم".
وفي هذا السياق، أكد البيان الختاني لوزراء التعليم لمجموعة العشرين، التزامهم بضمان التعليم عال الجودة والشامل والعادل وتعزيز فرص التعليم مدى الحياة للجميع، وأيضا على الدور الحيوي للتعليم وتطوير المهارات في مواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، مجددين التزامهم بتشجيع التعاون الدولي ومشاركة أفضل الممارسات للارتقاء بنظم التعليم حول العالم.
كما شدد هؤلاء شدد على أهمية تحسين فرص الحصول علي تعليم عال الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة كأساس لتنمية الأجيال الحالية والمقبلة، وكجزء أساسي لتعزيز الإنصاف والشمولية في التعليم وتشجيع التعلم مدى الحياة، مبرزين إدراكهم لأهمية تعزيز العالمية في التعليم كوسيلة لتحسين جودة التعليم في جميع المستويات، وتنشئة جيل يتمتع بقيم المواطنة العالمية ومؤهل للتعامل مع عالم يزداد ترابطاً.
 
استمرارية التعليم في أوقات الأزمات
 
وبحسب المصدر نفسه (البيان الختامي) يدعم وزراء التعليم تبادل أفضل الممارسات والتجارب، بينما يتم استكشاف وسائل لبناء أنظمة تعليمية متينة، وسبل تمكين الطلاب من مواصلة التعليم أثناء الجائحة وبعدها، كما يشجع وزراء التعليم على تطوير سياسات وإجراءات لفتح وإغلاق المؤسسات التعليمية بما يتلاءم مع السياقات الوطنية والإقليمية والمحلية، مع إعطاء الأولوية لصحة وسلامة الطلاب والمعلمين والمربين والمجتمعات.
وأكد وزراء التعليم أيضا، على أهمية التعليم عن بعد والتعليم المدمج وعلى تعزيز الوصول إلى تعليم عال الجودة، والتطوير المهني للمعلمين، والبنية التحتية والمحتوى الرقمي، والتوعية بالأمن السيبراني، وطرق التدريس المناسبة، والتعليم النشط مع التسليم بأن هذه الأسباب متممة للتعلم وجها لوجه لا بديل عنه، كما شددوا على أهمية البحوث والبيانات لتقييم جودة التعليم عن بعد ونواتج التعلم من خلاله.
 
تعليم الطفولة المبكرة
 
وتبعا للبيان ذاته، يسلم وزراء التعليم بالدور الجوهري الذي تؤديه إمكانية الوصول العادل إلى تعليم الطفولة المبكرة عال الجودة والذي يحفز التنمية الشاملة للأطفال، والتي تشكل أساس اكتسابهم مهارات القراءة والكتابة والحساب والمهارات الاجتماعية والعاطفية، من أجل إرساء الأساس للتعلم والرفاه في المستقبل.
أضف إلى ذلك، شدد وزراء التعليم لمجموعة العشرين، على أهمية تحسين فرص وصول التعليم عال الجودة لجميع الأطفال لا سيما الفئات الأولى بالرعاية وتيسير تكاليفها، مؤكدين في السياق نفسه، على أهمية تعليم الطفولة المبكرة، الذي يركز على خبرات الأطفال ومهاراتهم النمائية ورفاهيتهم.
وأقر وزراء التعليم وفق البيان نفسه، بأهمية زيادة الوعي للأسر والمجتمعات بشأن الدور الحيوي للتعليم عال الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة المتوافق مع احتياجات المهارات النمائية للأطفال في كل مرحلة من مراحل نموهم، مبرزين أهمية بناء قوة عاملة مؤهلة في مجال تعليم الطفولة المبكرة والمحافظة عليها بالاستعانة بالمعلمين والمربين والموظفين، والقادة في مؤسسات تعليم الطفولة المبكرة.
وجاء في البيان ذاته، أن هؤلاء الوزراء أكدوا على قيمة الانتقال السلس من مرحلة تعليم رياض الأطفال إلى التعليم الابتدائي، مع تشجيعهم للتعاون والتنسيق بين هذه المراحل بما يتماشى مع السياقات المحلية لكل بلد.
ويسلم وزراء التعليم، يضيف المصدر عينه، بأن الاستفادة من التقنيات الرقمية يزيد من إمكانية زيادة فرص حصول الأطفال على تعليم نوعي في مرحلة الطفولة المبكرة، كما أكدوا على أهمية تقليل الفجوة الرقمية من خلال تقديم الدعم والتعليم اللازمين لجميع الطلاب ولا سيما الفتيات، والفئات الأولى بالرعاية لتعزيز تفاعلهم مع الأجهزة التقنية بصورة فاعل، قبل أن يبرزوا أهمية دراسة آثار هذا التعرض الرقمي على نمو الأطفال وتعلمهم ورفاههم من أجل تحديد الفرص وتخفيف المخاطر المحتملة.
 
العالمية في التعليم
 
من جانب آخر، أكد وزراء التعليم، يقول البيان الختامي، على أهمية التعاون والشراكات الدولية في مجال التعليم لا سيما أثناء الأزمات العالمية مثل جائحة فيروس كورونا المستجد، ويدعم الوزراء العالمية في التعليم للجميع من خلال دعم إمكانية تنقل الطلاب والباحثين ونقل المعرفة وتقديم المنح الدراسية، وإتاحة تبادل المعلمين والموظفين، ومشاركة المعلومات من أجل تيسير الاعتراف بالمؤهلات خارج نطاق الدولة بما يتماشى مع السياقات المحلية والأطر القانونية الدولية والإقليمية، واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات والبحوث الدولية وإنتاج المعرفة والتطور التقني.
ويقر وزراء التعليم، بحسب المصدر نفسه، بالحاجة إلى بيئات التعليم التي تُمكن الطلاب والمعلمين والمربين من التعاون والمشاركة في العالم المترابط، ويشجع الوزراء على تضمين الأبعاد الدولية والثقافية في جميع مستويات التعليم الأساسي والتعليم العالي والمهني والتدريب، حيثما كان ذلك مناسباً لضمان نتائج تعليمية فعالة، كما يدركوا الدور الهام الذي تؤديه تقنية المعلومات والاتصالات المفتوحة والميسرة والقابلة للتشغيل البيئي في تعزيز العالمية في التعليم من خلال تشكيل نماذج جديدة للتعليم والتعلم، ومشاركة المعرفة وتبادلها داخل البيئات التعليمية وفيما بينها في جميع أنحاء العالم.
هذا ويشجع وزراء التعليم، وفق المصدر ذاته، على تبادل أفضل الممارسات في مجال العالمية في التعليم وتكييف هذه الممارسات بما يتوافق مع المستوى المحلي والوطني والدولي، كما يدعمون تعزيز النقاش حول العالمية في مراحل التعليم العام، وبالنظر إلى جائحة كورونا، عبروا عن إدراكهم بأهمية العالمية في الداخل (العالمية في التعليم داخل حدود الدولة) في توسيع كفايات الطلاب الثقافية العالمية، وتقديم فرص وتجارب تعلم عادلة للجميع.
 
الخطوات القادمة
 
وشدد البيان الختامي على أن وزراء التعليم سيواصلون العمل على تبادل المعرفة بين دول مجموعة العشرين في مجال استمرارية التعليم، وتعليم الطفولة المبكرة، والعالمية في التعليم حتى يتمكن الجميع من التعلم والنهوض بمستوى الأنظمة التعليمية، مبدين اتفاقهم على أهمية النظر في سبل التعاون المستقبلي لدراسة تأثير جائحة فيرو كورونا المستجد على التعليم.
وأعرب وزراء التعليم في ختام البيان، الصادر في 5 شتنبر الماضي، عن امتنانهم لقيادة المملكة العربية السعودية لسنة الرئاسة لمجموعة العشرين على جهودها الحثيثة، كما يشكرون البنك الإسلامي للتنمية، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومجموعة البنك الدولي على مساهمتهم القيمة في عمل وزراء التعليم.