تعديل اتفاقية التبادل الحر بين الرباط وأنقرة.. صفعة لـ"لهطة" خوانجية المغرب وأردوغانية تركيا
الكاتب :
جلال مدني
تحليل إخباري: جلال مدني
صادق المجلس الحكومي في اجتماعه، اليوم الخميس، على مشروع قانون يوافق بموجبه على اتفاق تعديل اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وتركيا، الذي تم التوقيع عليه في غشت الماضي كتدبير استثنائي، والذي يهدف إلى فرض الرسوم الجمركية، لمدة خمس سنوات، على بعض المنتجات الصناعية ذات المنشأ التركي، لتبلغ 90 في المائة من قيمة الرسوم الجمركية المطبقة وفق "الدولة الأكثر رعاية" الجاري بها العمل.
وبحسب مذكرة توضيحية للاتفاق، فإن الاتفاقية المعدلة تنص على عقد اجتماع للجنة مشتركة بين المغرب وتركيا ثلاثة اشهر قبل تاريخ انتهاء فترة الخمس سنوات الأولى لتقييم ما اذا كانت هناك حاجة لفترة الخمس سنوات الثانية، حيث يمكن للجنة المشتركة تمديدها.
كما ينص الاتفاق على تعديل المادة 17 من اتفاقية التبادل الحر المغربية التركية، حيث يمكن للطرفين اتخاذ إجراءات التقويم المؤقتة لمدة محدودة، على شكل زيادة في الرسوم الجمركية، على أن تهم هذه الإجراءات الصناعات الناشئة فقط أو بعض الصناعات، التي هي في طور إعادة هيكلتها أو التي تواجه صعوبات جدية، بحيث لا يمكن أن تتجاوز الرسوم الجمركية المطبقة من الطرفين بموجب تلك الإجراءات 30 في المائة من قيمتها، كما يجب ان تحتفظ بعنصر الأفضلية لفائدة المنتجات ذات منشأ أحد الطرفين.
الوصول إلى هذا الاتفاق، رغم أنف بيجيديي الحكومة، ليس مرضيا تماما للمغرب، ولكن على الأقل حدّ من الاكتساح التركي المدبّر، بتواطؤ وتيسير من البيجيدي، الذين تعميهم لهطتهم الخوانجية عن النظر إلى المصلحة العليا للمغرب وللمغاربة، لأن الأولوية والولاء، بالنسبة إليهم لرموز التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، الذي بات الرئيس الفاشي رجب طيب أردوغان رمزا له، وأملا وهميا للخليفة ولاستعادة الخلافة الإسلامية...
كذلك، لابد أن يأتي وقت للحديث عن الدور القذر، الذي لعبته كل من تركيا وقطر وأمريكا في جعل كفة الانتخابات السابقة تميل إلى البيجيدي، الذي تفيد تقارير أنه لم يكن هو الفائز بالانتخابات، وأن رئيس الحكومة المندحر عبد الإله بنكيران، الذي كان مرة يبكي بكاء البوحاطيين، ومرة يكشر عن أنيابه القذرة بتهديد الدولة بالفتنة في حال إذا لم يفز حزبه بالانتخابات، كان يفعل ذلك مستقويا بتركيا وبقطر، وبتأييد من الخارجية الأمريكية على عهد هيلاري كلينتون... ما زلت أذكر كيف كان بنكيران يسير على خطى الظلامي محمد مرسي، الذي ذهب إلى مزبلة التاريخ (وهو المصير الذي يجب أن ينتظره خوانجية المغرب وفي مقدمتهم بنكيران)، الذي لم يكن هو الفائز الفعلي والحقيقي بانتخابات الرئاسة المصرية، التي قُدمت له في إطار صفقة بين الخوانجية والعسكر برعاية أمريكية...
اتفاقية اليوم، رغم جزئيتها، ولكنها مهمة جدا، إذ تعتبر إعلانا مدويا عن أن المغاربة ضاقوا درعا بالتنمّر التركي، الذي ما كان ليحصل لولا "الوساطة" (بكل معانيها)، التي لعبها خوانجية المغرب، الذين لا تهمهم أن تفلس قطاعات مغربية، ولا يهمهم أن يُرمى عشرات آلاف المغاربة إلى الشارع، ولا يهمهم أن يكون تسمين الأتراك على حساب تفقير المغاربة، وهو ما يظهر بشكل جلي في الدور، العلني والسري، الذي قاموا به في اللعب على اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وتركيا، لتوسيع هوة المبادلات التجارية بين البلدين، التي جعلت وزيرا راقيا ومتحضرا وخلوقا وطيبا، مثل مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ينفجر غضبا ويهدد بتمزيق هذه الاتفاقية إذا لم تقبل تركيا تعديلها، وإلا فإن قطاع النسيج الوطني سينهار بصفة نهائية، ومعه تتشرد مئات آلاف العاملات والعاملين في القطاع...
اليوم، على كل هؤلاء الذين تشردوا في الشارع وضاعت مناصب شغلهم وتأزمت أوضاع أسرهم أن يتذكروا جيدا ماذا فعل بهم خوانجية المغرب وتركيا من أجل مصالحهما الضيقة...
لقد خسر قطاع النسيج وحده، خلال الأربع سنوات السابقة، حوالي 122 ألف منصب عمل، كجزء من الأضرار البالغة، التي ألحقها الأتراك، بتواطؤ مع الخوانجية المغاربة، بالاقتصاد المغربي، وبالميزان التجاري، الذي سجل عجزا لفائدة تركيا قيمته 1.8 مليار أورو...
ناهيك عن متاجر "بيم"، التي اكتسحت الأحياء الشعبية وأدت إلى إغلاق حوالي 60 متجرا صغيرا في كل حي من أحياء مدن المغرب، ولكم أن تحصوا عدد أحياء كل مدينة، وتضربوها في رقم 60، ثم اضربوا المجموع في عدد مدن المغرب، وآنذاك ستدركون حجم الجرائم، التي ارتكبها الخوانجية في حق المغاربة، حتى وصلت الأمور إلى أننا أصبحنا نستورد المياه المعدنية من تركيا!!!
لن ننسى، سنلاحقكم، ونرصد أفعالكم، سنحصي كل ما فعلتموه ضد المغرب وضد المغاربة، في انتظار أن يأتي يوم تكونون فيه داخل قفص الاتهام...