العالم يقف اليوم إجلالا للمعلمين ويتغنى بأدوارهم القيادية في مواجهة الأزمات وبناء المستقبل
الكاتب :
"الغد 24" و(و.م.ع)
تخلد أكثر من مائة دولة عبر العالم، اليوم الاثنين، اليوم العالمي للمعلمين، الذي يأتي هذه السنة في ظرفية جد خاصة، حيث عرفت مهنة التدريس تغيرات مهمة فرضتها الأزمة الصحية (كوفيد 19) التي تجتاح العالم.
ويتم الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين في الخامس من أكتوبر من كل سنة، منذ 1994، إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) سنة 1966 والمتعلقة بأوضاع المعلمين، حيث حددت هذه التوصية حقوق وواجبات المعلمين، والمعايير الدولية المتعلقة بتكوين المعلمين وتوظيفهم وظروف التعليم والتعلم.
ويخلد اليوم العالمي للمعلمين هذه السنة تحت شعار "المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة تصور المستقبل"، بهدف تسليط الضوء على الدور القيادي للمعلمين في ما يتعلق بالاستجابة للأزمات، والذي يعد حسب منظمة اليونسكو "حاسما" في حماية الحق في التعليم وتجاوز الصعوبات التي فرضتها جائحة كوفيد-19.
وفي سياق هذه الظرفية الصحية الصعبة، يعد التعليم عن بعد واحدا من أكبر الصعوبات التي واجهت هيئة التدريس في المغرب وعبر العالم. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تقول إلهام.(ب)، معلمة بالسلك الابتدائي بمدينة الدار البيضاء، إنها عاشت تجربة أقل ما يقال عنها إنها غيرت طريقة ممارستها لمهنتها. وأوضحت المدرسة بهذا الخصوص أن "كل شيء حصل بسرعة كبيرة، ففي وقت قصير انتشر الوباء حول العالم، وتم فرض الإجراءات الاحترازية، على رأسها الحجر الصحي لمواجهة انتشار الفيروس"، مبرزة أنه "على الرغم من هذه الظروف، كان على أطفالنا الاستمرار في التعلم، لذا كان من الضروري علينا التكيف بسرعة مع هذا الوضع الجديد". وأشارت إلى أنه في بداية هذه "المغامرة" ظهرت العديد من الإشكالات اللوجستيكية التي واجهت المدرسين والتلاميذ على حد سواء، مؤكدة أنه "على الرغم من ذلك، فإن روح التضامن التي سادت آنذاك مكنتنا من التغلب على تلك العقبات". لكن الإشكالات اللوجستيكية لم تكن الصعوبات الوحيدة التي كان على المعلمين تجاوزها، فبعد وقت قصير على اعتماد التعليم عن بعد، ظهرت تحديات جديدة على رأسها جذب اهتمام التلاميذ من وراء الشاشة، خاصة أن هذه المهمة تكون صعبة حتى داخل قاعة الدرس، كما تؤكد ذلك المدرسة. وأبرزت أنه في النهاية، وبمساعدة الآباء والأمهات في كثير من الأحيان، "تمكنا من الاستفادة من فترة الحجر الصحي لمواصلة العملية التعليمية لفائدة التلاميذ"، معربة عن أملها في الاستفادة من هذه التجربة لإيجاد طريقة لمقاربة هذه السنة الدراسية بشكل أفضل، خاصة أنه تم اعتماد التعليم عن بعد مع بداية السنة الدراسية الجديدة بمدينة الدار البيضاء، قبل رفعه اليوم الاثنين، ليصبح التعليم حضوريا كما كان من قبل،.
من جانبه، أبرز حميد.(أ) أستاذ يزاول في مدينة الرباط ،أنه واجه تحديات جديدة ومن نوع آخر أفرزها التعليم بالأقسام الدراسية مع ما يتطلبه ذلك من احترام التدابير الصحية المفروضة لمواجهة انتشار كوفيد-19. وأضاف حميد أن الدخول الدراسي الحضوري في هذه الظروف الصحية فرض مجموعة من التدابير الوقائية الجديدة من أجل حماية صحة التلاميذ والمدرسين، مبرزا أنه تم أيضا اعتماد التعليم بالتناوب، وفق جدول زمني معد مسبقا. وأكد أن هذا الإجراء يسهل من احترام التباعد الاجتماعي داخل فصول الدراسة. ومع ذلك، فإن نجاح طريقة التدريس هذه، يقول حميد، يعتمد على التزام الطلاب وأولياء الأمور الذين يجب عليهم مواكبة الدراسة الحضورية بالدراسة في المنزل.
وتأتي جائحة "كوفيد-19" لتزيد من حجم الصعوبات التي تعاني منها الأنظمة التعليمية المجهدة أصلا في جهات كثيرة من العالم، لكن وبفضل عملهم الجاد والتزامهم، تمكن المدرسون من لعب دور هام في توفير التعليم عن بعد، وإعادة فتح المدارس والمساهمة في تقليص الثغرات في مجال التعليم.
يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أشارت على موقعها الإلكتروني إلى أنه نظرا للظرفية الصحية الحالية، فإن كافة الاحتفالات المتعلقة باليوم العالمي للمعلمين ستتم عبر الشبكة العنكبوتية. ومن المقرر إقامة عدة فعاليات وطنية، وإقليمية وعالمية اختفالات طيلة الأسبوع، بالإضافة إلى الحفل الافتتاحي وحفل توزيع جائزة اليونسكو- حمدان اللذان سيقامان اليوم الاثنين 5 أكتوبر، وحفل الختام الذي سيجري في 12 أكتوبر الجاري.