عبد الفتاح بوسخان مدير ثانوية وادي الذهب الإعدادية بآسفي يعقّم أحد التلاميذ
آسفي.. تعرفوا على بعض "الأسباب العجيبة" وراء قرار إعفاء مدير ثانوية وادي الذهب الإعدادية
الكاتب :
"الغد 24"
تواصلت، اليوم الاثنين، ودون خفوت، مختلف تعبيرات التضامن مع مدير ثانوية وادي الذهب الإعدادية بآسفي، عبد الفتاح بوسخان، الذي كان، الأسبوع الماضي، ضحية لقرار تعسفي من المدير الإقليمي للتعليم بآسفي، بإعفائه من مهامه كمدير، لأسباب أضحت مثار سخرية القاصي والداني، لأنها غير مقنعة لأي أحد وبالإطلاق، أو كما قال أحد المتضامنين على الفضاء الأزرق، بل إنها أسباب مقنعة، لكل من قرأها وتدبرها وبالإجماع، بأن صاحبها يصفي حسابا ضيقا وبئيسا...
وأجمعت التعليقات على أن صاحب هذه "الأسباب البليدة"، يدخل ضمن زمرة من المسؤولين اللامسؤولين، الذين يتحملون قسطا من تخلف العملية التعليمية، في الوقت، الذي يبذل العديد من زملائه المديرين الإقليميين، على امتداد الوطن، الجهد والمثابرة والتضحيات من أجل المساهمة، مع باقي المكونات، في تجويد العملية التربوية، لا يشكل هذا المدير الإقليمي أمامهم سوى تلك "الحوتة اللي كتخنّز الشواري"...
ومن "الأسباب" إياها، التي بنى عليها المدير الإقليمي قراره التعسفي، توجيه اتهام إلى مدير إعدادية وادي الذهب بـ"عدم الرد على المكالمات الهاتفية للسيد المدير الإقليمي وبعض السادة رؤساء المصالح"، في حين أن الواقع يفيد، وهناك إثباتات في الموضوع، أن المدير الإقليمي على علم بالعطب الذي أصاب الرقاقة (puce) الخاصة بالهاتف الموضوع رهن إشارة مدير إعدادية وادي الذهب، منذ أواخر شهر يوليوز، بل وتقدم إلى المديرية بطلب تغيير الرقاقة، التي لا يمكن تغييرها إلا بإذن مكتوب من طرف المدير الإقليمي، ولم يتمكن من الحصول عليها إلا يوم الخميس 10 سبتمبر 2020، ورغم ذلك، وطوال المدة الفاصلة بين نهاية يوليوز إلى 10 سبتمبر، كان المدير يتدبر أموره ليظل التواصل قائما بينه وبين المدير الإقليمي ومسؤولي المديرية بل وحتى التلاميذ وأوليائهم، ويكفي، في هذا الصدد، الاطلاع على دفتر الشواهد المدرسية وتواريخ إنجازها، خلال شهر غشت، وهي موقعة من طرف المدير، ليتأكد كل من في حاجة إلى دليل أو تأكيد أن مدير إعدادية وادي الذهب ظل حريصا على أن يبقى التواصل قائما مع الجميع، رغم أعطاب الهاتف.
ومع ذلك، وهنا منبع السخرية التي أشعلت الفضاء الأزرق، كيف سمح المدير الإقليمي لنفسه اعتبار هذه الحيثية بمثابة إخلال إداري؟ في وقت يشهد الجميع، من أطر تربوية وأسر التلاميذ، أن المدير عبد الفتاح بوسخان كان ومازال باستمرار مسكونا بإنجاح المهام الإدارية والتربوية المنوطة به بأقصى جهد ممكن، إذ تجده في كل مكان داخل الإعدادية، يقف على الصغيرة والكبيرة، لتكون المؤسسة، التي يسيرها ضمن المؤسسات الأوائل في الإقليم من حيث العطاء والمردودية، ويكفي رؤية صور الدخول المدرسي يوم 7 سبتمبر 2020، ليظهر كيف أن هذا المدير "يقف على شغله" بنفسه، فتراه مع الأطر التربوية، ومع التلاميذ، أو مع أحد من أوليائهم، يتحرك في كل مكان في المؤسسة، ليمر الدخول المدرسي في احترام تام للبروتوكول الصحي الذي وضعته وزارة التعليم...
ومن النكت الواردة في "الأسباب العجيبة" الموجبة للإعفاء، نجد "عدم تسلم مواد التعقيم"، والحال أن الكاتب الخاص للمدير الإقليمي مساء يوم الأحد 13 سبتمبر، طالبا من مدير إعدادية وادي الذهب سحب المعقم، وهو ما كان سيفعله يوم الاثنين 14 سبتمبر صباحا، غير أنه فوجئ على الساعة التاسعة والنصف صباح الاثنين بلجنة تحمل قرار الإعفاء دون سابق إنذار! لنتصوّر أي حقد هذا يتملك هذا المسؤول حتى يفعل ما فعل، ألم يراعي حُرمة رؤسائه، الذين وضعوا فيه ثقتهم، أليس بهذا الفعل يحتقرهم، بدءا من مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش آسفي، وصولا إلى وزير التعليم، وكيف يمكن أن تدخل إلى عقل عاقل هذه القضية، وفي أي وقت سيتسلم المواد المعقمة؟!
هل نزيدكم على هذا؟ نعم هناك الكثير مما يقال عن هذا القرار التعسفي، سنعود إليه في مقال مقبل...