للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
ذكرني وجه الأشعري بصورة الإمام علي (ك) ذي الملامح المطمئنة حين كنت أراه معروضا على الأرصفة في زمن ولّى. لكنني سأتذكر بعد ذلك أن هناك اختلافا بينهما جعل هذا التشابه صعب التصديق
الحرب الريفية انتهت بانتصار من غرز مديته في جسد عدو دون أن يقضي عليه، هو "انتصار" جريح أشبه بشق نازف جاء في وقته على شكل هزيمة عسكرية لا منطق لها خارج منطق الغلبة
كان محمد الأشعري، منذ البدء، يستحضر في أشعاره سيرة الفقيه بولحية وبنعبد الكريم، ورمزية الريف وأشلاءه وضحاياه، ويتساءل: "أين نضع السلاح الذي غنمناه دون رغبة، وأصبح يعوق عودتنا من الجبهة؟"
كان الأشعري "حاضرا" وقتها في فندق "النخلة"، كناية عن سجن العلو بالرباط حيث قضى أيامه وشهوره المتوالية، شق طريقه بين السجناء المتمددين على أرض حكاياتهم واختزن بطريقته الفريدة كلمات ستصير فيما بعد "مادة خام" لروايته "علبة الأسماء"
كان الأشعري شاعرا شابا ولج تجربة جديدة يمتزج فيها الشعري بالنقابي. وقف على كتلة من الطين الطري وبدأ يحفر في عمق "الأراضي المسترجعة" وتفاهات "المغربة"
هذا الأشعري الذي كتب روايات عن الحب المسيج بالأسلاك في السجون، وعن المورسكيين المنفيين في ذواتهم، وعن قضايا المرأة وعوائق الاندماج العاطفي، كان قد ودع الأشعري الآخر، أشعري البدايات المرتبكة الطالع كنوارة من أشواك الريف