الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

خطير.. إعلان وزاري "فردوسي" بنفحة "بيجيدية" يصور المرأة عورة وأنها سبب التحرش الجنسي

 
حسن عين الحياة
 
 
يبدو أنه انتهى من محاربة فيروس كورونا "للي طليناه خضر"، فلم يجد عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، ما ينفع به العباد في هذه البلاد السعيدة، سوى التوغل في مطبات التحرش الجنسي، وسبر أغواره، والوصول إلى الأسباب والمسببات التي جعلت منه "آفة" مجتمعية، تنغّص عيش العديد من المغربيات اللواتي لا حول لهن ولا قوة في مواجهة التطفل الذكوري على حياتهن الخاصة. لكنه عوض أن يسمي الأشياء بمسمياتها، مالت به رياح بيجيدية، ما تزال عالقة بمكيفات الوزارة، إلى تحميل المرأة مسؤولية التحرش، ويبدو أنه لم يفطن إلى ذلك، أو بالعربية تاعرابت "تقولب"، فجرى له ما جرى لـ"بلارج للي بغا يبوس ختو عورها".
 
الفردوس أبدع طريقة فريدة من نوعها، عبارة عن إعلان تحسيسي، من شأنها أن تضع حدا للتحرش للأبد، ولما لا تسجيلها في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، باعتبار الطريقة، منتوجا مغربيا خالصا، من شأنه تقليص عدد الشكايات المسجلة في باب "التحرش الجنسي" في ظرف قياسي وجيز.
 
 
ولأن وزارة الثقافة، تتوفر على "باكَاج" ثقافي غني، وإرث كبير في التواصل والاتصال، فقد فطن "الذين في قلوبهم زيغ"، الواقفون خلف الإعلان، من خلال التلميح، إلى تقسيم التحرش إلى نوعين: تحرش جنسي تقليدي يعرف عند العامة بـ"التلواط"، وهو خارج نطاق "طريقة معالجة الفردوس"، وآخر رقمي إلكتروني، موضوع التحسيس، الذي لا علاقة له بالأحاسيس الناتجة عن النظرة الأولى، أو "الفسفسة" اللفظية أو الغمزة المباشرة أو"النكَان" التي تدخل كلها في خانة "التحرش التقليدي".
 
وهنا، تقول وزارة الفردوس، في إعلانها التحسيسي، إن التحرش الجنسي يدخل في باب "السلوكيات الخطرة المرتبطة بصحة الشباب"، ويبدو من خلال الإعلان، أن هذا الاستنتاج، تشترك فيه وزارتا الفردوس وآيت الطالب، بالنظر إلى أن الإعلان التحسيسي، يبدأ بترويسة لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، وينتهي بتذييل لوزارة الصحة.
 
الإعلان "باقي ماكملش".. فهو وإن كان يتكلم بصيغة المذكر، إلا أنه موجه أساسا للمرأة التي يراها أصل الشرور، والمحفز الأول للتحرش، ومنبع "الغواية" بلغة "الإخوان"، حيث يصور امرأة تبكي، "كتعطي بالظهر" للحاسوب الذي تخرج من شاشته يدان ذكوريتان، إحداها عارية تحمل زهرة حمراء تمثل "الشباب الطائش" وأخرى بلباس رسمي، تبصم على "لايك" تحيل إلى "الوسط المهني".. وفي هذا الخروج هناك رموز منفلتة تعج في الفضاء، كـ"الغمزة" و"جادوغ" والتعجب وعبارة "وافين..."، التي تستعمل لـ"قلقلة السوق".
 
وفي غمرة هذه الرموز، تأتي الطريقة الفريدة والعجيبة لوزارة الفردوس من أجل وضع حد لـ"التلواط الرقمي" وهي موجزة في التعبير، لكنها غزيرة في المعاني.. وتقول الطريقة، بصيغة المذكر "لكي لا تتعرض للتحرش الجنسي الإلكتروني، تجنب مشاركة صورك الشخصية وأرقام هاتفك ومعلومات خاصة عنك مع أي كان".
 
فماذا يعني هذا؟.. المعنى واضح جدا، وهو أن مسامير الوزير الأسبق مصطفى الخلفي ماتزال مثبتة في "مايدة" وزارة الفردوس، وهي من تقف، بكثير من اليقين، وراء هذا الإعلان الذي يحمل نفحة بيجيدية، تحاول أن تغلف حسابات العباد في مواقع التواصل الاجتماعي بـ"خمار إلكتروني" يحجب عن الآخرين هوية الناس، من الصورة إلى الاسم إلى الحالة الاجتماعية والوظيفة وزيد وزيد...
 
لكن المعنى الأخطر في هذا الإعلان، هو تصوير المرأة (وخا كتبكي زعما)، أنها أصل الفتن، وأنها المحفزة على التحرش الذكوري، والأكثر من ذلك، أنها عورة، يجب "تغليفها" و"الحَجْرُ" عليها في مواقع التواصل الإجتماعي، حتى لا تتعرض للتحرش. مع محاولة هروب أصحاب هذا الخطاب الرجعي خلف صيغة المذكر، موضوع الخطاب لمآرب في أنفسهم...
 
إن هذا الخطاب لا يختلف كثيرا عن ذاك الذي روجه بنكيران عن المرأة، من كونها ثريا، لا تصلح إلا للبيت وإنتاج الأولاد، وأن خروجها للعمل فتنة للرجال.. وفي هذه الحالة، رغم تخليص وزارة الثقافة من قبضة البيجيدي، وتعاقب وزراء آخرين من أخزاب أخرى على رأسها، إلا أن إخوان بنكيران ما زالوا "معششين" في مفاصلها ومكاتبها وحتى طابعاتها التي أصدرت مثل هذا الإعلان "الشوهة"، الذي يحقّر المرأة...
 
الحاصول "الزين عندنا سلالة.. من العمة الخالة".