محمد الغلوسي: أخلاقنا.. التربية والأصول محددان لقناعات ومبادئ ومواقف أي إنسان
الكاتب :
"الغد 24"
محمد الغلوسي
قلت لأحد الأصدقاء إنني أدين وأرفض كل أشكال الرشوة والابتزاز والنصب، كما أرفض أن أكون تحت عباءة أحد أو في خدمته كمرتزق، ليس فقط لأن ذلك من مبادئ الجمعية المغربية لحماية المال العام، التي أتشرف برئاستها، بل كذلك لأن والدي، رحمة الله عليه، كان يقول لي:
"إلى جاك الجوع أولدي ودخلتي عند الناس، وخّا تكون الماكلة أو تفاحة أو ليمونة او بنانة محطوطة فوق الطبلة، ماتقرّبش ليها بلا ما يعرضو عليك مالين الدار.. وفي أحيان أخرى، وخا يكون فيك الموت ديال الجوع قل ليهم أنا شبعان، مافياش ماياكل، يالله كليت"...
ويقول لي والدي أيضا "إلى كان شي حد كيسالك فلوس بلا وثيقة بينك وبينو، ووصلْ الأجل باش ترد ليه وماعندكش، ماخصّكش تتخبّا وتهرب عليه، خصّك تعرض عليه للدار وتشرب معه أتاي وطلبو يصبر عليك شويا"...
هكذا تربينا وكبرنا وتعلمنا معنى القناعة والأنفة والتضحية والإحساس بالآخر والكرامة، التربية والأصول محددان لقناعات ومبادئ ومواقف أي إنسان...
وبعض الأصدقاء أقول لهم "اللي ماشي راجل في تعامله مع محيطه والناس" (الراجل ليس بالمعنى الذكوري، ذلك أن هذا الوصف يشمل النساء أيضا لأنه وصف للسلوك)، أقول "اللي ماراجلش في مواقفه وتعامله، مايمكنش يكون مناضل أبدًا وخا يردد الشعارات النارية ويدعي بأنه يدافع عن حقوق ومصالح المجتمع"...