للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
الشاعر محمد السكتاوي في قصيدة جديدة: مدينةٌ تمْسِك الرَّعْد
محمد السكتاوي
إلى الأمازيغ الذين اختاروا دائما صف الأحرار
إلى أبناء محمد عبد الكريم الخطابي
بطل أنوال
إلى العابرين لطريق الآلام والمجد
من "باب المغاربة" إلى القدس وغزة
مدينة أزرو تبكي بدمع المطر... بعدسة: هشام ناصر
المدينة تجلس فوق صخرة
كملك على عرش
وكلما سجى الليل تمْسِك الرعد
حتى ينام الأطفال
في الصباح توقظ العصافير
على موسيقى المطر
وتنسج سجادة من ضباب
في أحراش غابة الأرز
حيث تضيء في دُجى الصقيع
قناديل الثلج
في المدينة امرأة بخلخال
وحِلِيٍّ محشوة بالبارود*
خرجتْ ذات مساء
مُزركشةً بألوان الشفق والكهْرَمان
على رأسها إكليل تِسْكِوِين*
منذ ذلك الحين لم تعد
لَفَّ مصيرَها الغموضُ
وأصبحتْ قصتها مواويل أمازيغية
تُردِّد صداها الجبالُ الخضراء
قال طفل صغير من مدينة أخرى
وُلِد بعد موت أمه بقصف مدفع:
هي معنا هنا تحت النار
في أدغال الخرائب والدخان
توزع حِلِيَّها على النساء
وتشعل شمعة انطفأت في بركة دم
——————
* كانت النساء الأمازيغيات في المغرب، أثناء مقاومة الاحتلال الفرنسي، ينقلن الرصاص والبارود إلى المقاومين في تجاويف ما يتَزيَّنَّ به من حِلِيِّ
* تسكوين: تاج بقرون صغيرة تتزين به النساء الأمازيغيات يصنع في الغالب من الفضة
