الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

جنرالات الجزائر ولمّ الشمل الفلسطيني.. كون الخوخ يداوي كون داوى مخو!

 
محمد نجيب كومينة
 
 
في غياب عباس أبو مازن، الرئيس الفلسطيني، الذي فضّل المشاركة في مؤتمر أستانا وعقد لقاءات على مستوى عال لجلب الدعم للقضية الفلسطينية، نظم النظام الجزائري حفلا، أمس الخميس 13 أكتوبر 2022، أُخذت فيه صور للرئيس الجزائري تبون مع ممثلي عدد من الفصائل الفلسطينية الصغيرة والكبيرة، والمنقرضة أيضا، وكان واضحا أنه باستثناء حماس، فقد كان الممثلون الذين أخذوا صورة تذكارية مع الرئيس الجزائري من الصف الثاني، ومنهم من بلغ من السن عتيا...
 
عدا الصورة التذكارية التي أُخذت لممارسة الدعاية البلهاء، قبل حلول تاريخ القمة العربية، فقد وقع الممثلون الفلسطينيون الحاضرون على "إعلان الجزائر"، الذي قدم على أساس أنه وثيقة للمصالحة بين الأطراف الفلسطينية وورقة طريق لتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية في غزة والضفة الغربية في أجل سنة. وهذا الأجل بالضبط يناسب تبون وحساباته التي يجريها لوحده ربما، أو يجريها له مستشارون ومساعدون يجهلون أوليات الحساب أو يضحكون عليه ويورّطونه.
 
ولن يفوت المتتبع والملاحظ النبيه أن يسجل أن الأجندة المعلنة، التي تقول الأبواق الدعائية الجزائرية أن تنفيذها سيكون بإشراف الجزائر، يستحيل استحالةً مطلقةً أن تُنفذ، ليس بسبب الخلافات الفلسطينية الفلسطينية العصية على حل حول طاولة في الجزائر أو الرباط أو الرياض أو القاهرة، أو بسبب ضيق الوقت لاتخاذ كل التدابير لتوفير شروط إجراء الانتخابات التي تأخرت لزمن طويل، بل وأيضا وأساسا لأن اجراء الانتخابات الفلسطينية بالشكل المطلوب، الذي يجعلها تحمي السلطة الفلسطينية من خطر الانهيار ويجعلها تنفتح على أفق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، يستدعي مرافقة دولية، سواء تعلق الأمر بالأمم المتحدة أو المنظمات الإقليمية والمتخصصة أو القوى العظمى، فضلا عن المرافقة العربية، وبالأخص مرافقة مصر والأردن ودول الخليج. وتعتبر مرافقة القوى العظمى ومرافقة دول الجوار العربية شرطا لا محيد عنه لجعل الطرف الإسرائيلي، الذي يستمر في مراقبة الأراضي الفلسطينية ويعتبر كل ما يجري فيها مسائل تهم أمنه الخاص واستراتيجيته الإقليمية والدولية، يتصرف على النحو الذي لا يعوق المسلسل الانتخابي الفلسطيني ولا يفجره.
 
الأجندة المعلنة، والموثقة في ما سمي بـ"إعلان الجزائر"، تبيّن درجة الجهل والغباء وحجم الادعاء في السلوك الديبلوماسي والسياسي لمن يمسكون بمقاليد الحكم في الجزائر. ذلك أنهم باتوا يصدقون أوهامهم وباتت دعايتهم الهادفة لإلهاء الداخل وامتصاص السخط الداخلي تنطلي عليهم هم أنفسهم!
 
وبالتأكيد، فإن الأذكياء الفلسطينيين على وعي تام بأن نظام الجنرالات الحاكم في الجزائر يستغل قضيتهم استغلالا لاأخلاقيا لبلوغ أهدافه الداخلية وأهدافه ضد المغرب ووحدته الترابية وأهدافه الخبيثة في محيطه الإقليمي عموما، حيث يرغب النظام الخائف من الانهيار في انهيار كل ما حوله، ولعل تونس اليوم ضحيته الواضحة للعيان.
 
قال ليك لم الشمل.. كون الخوخ يداوي كون داوى مخو!!!