الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

محمد الخدادي: أزْدَمْ.. جبل النار والدم

 
محمد الخدادي
 
كما تعبّر عن ذلك الصيغة المجازية في اللغة الفرنسية، كسّر الجيش الفرنسي أسنانه على صخور جبال البرانس، في مقدمة الريف، خلال أزيد من عشر سنوات من المعارك الشرسة، استعمل خلالها جميع أنواع الأسلحة، واستعان بمتعاونين من أبناء البلد أحيانا، وترك خلالها عددا كبيرا من القتلى، من ضباط وضباط صف وجنود.
أزْدَمْ، أول جبل في مقدمة الريف الشرقي، يمتد شمال ممر تازة، على مسافة حوالي 7 كيلومترات، وارتفاع 1400 متر، قبالة الأطلس المتوسط الأوسط.
تكسوه غابة من شجر البلوط الأخضر والصنوبر الحلبي (تايدّا)، ويشرف شمالا على مركز باب المروج وقمم الجبال الأخرى لبلاد البرناس.
على أطراف السفوح تجري عيون ماء كثيرة، لكن صبيبها تراجع كثيرا وبعضها نضب بسبب ضعف التساقطات المطرية والثلجية.
جرت فيه أولى المعارك في بداية التوغل العسكري الفرنسي سنة 1914، ثم في صيف 1925، عندما انتفض سكان المنطقة وانضموا إلى ثورة الريف بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي.
نزل الجيش الفرنسي بضباطه وخبرائه العسكريين المتمرسين في الحرب العالمية الأولى، وبتقنياته المتطورة في العمليات العسكرية والنقل والتواصل... ومع ذلك، تقهقر أمام مقاومة لا تملك عادة سوى أسلحة تقليدية.
بالإضافة إلى الرواية الشفوية لأبناء المنطقة الذين شاركوا في تلك المقاومة، يتحدث الضابط الفرنسي الطوبوغرافي لويس فوانو (Louis Voinot) عن تفاصيل تلك المعارك، في كتاب صدر سنة 1939 بعنوان:
Sur les traces glorieuses des pacificateurs du Maroc
 
 
نقطة القمة: هذا الحجر الذي يقف عليه الزميل محمد الخدادي من آثار علامة وضعها الجيش الفرنسي بلوح معدني على أعمدة من حديد، سجلت عليه المعطيات الطبوغرافية للجبل... ظلت قائمة إلى غاية السبعينيات، ثم تعرضت للتخريب والنهب
قمة أزدم في اتجاه الشمال: مركز باب المروج الذي أحدثه الجيش الفرنسي بعد استيلائه على المنطقة سنة 1914، وقمم الجبال الأخرى لبلاد البرانس
قمة أزدم في اتجاه الجنوب: مدينة تازة وجبال الأطلس المتوسط الأوسط