الحسناء والوحش.. ما خفي في قضية مديرة الوكالة البنكية بتيزنيت وعميد الشرطة بأكادير
الكاتب :
"الغد 24"
سعيد ناشيد
قررت النيابة العامة بمحكمة جرائم الأموال بمراكش، كما هو معلوم، متابعة المسؤول الأمني بولاية أمن أكادير ومديرة الوكالة البنكية بتيزنيت، في حالة اعتقال وإحالتهما على السجن، حيث ستنطلق، غدا الخميس 31 مارس 2022، جلسات محاكمتهما باختلاس مبلغ مالي مهم يقدر بحوالي 280 مليون سنتيم.
إنها قضية امرأة بين الوحش المختل واختلال القانون...
تلك خلاصة قصة مديرة الوكالة البنكية بتزنيت (جنوب المغرب)، التي بعد طلاقها رفضت كل عروض الزواج لكي لا تفقد حضانة ابنتها حسب القانون!
وكان عليها أن تحتاط، في أي علاقة جنسية خارج القانون، لأن القانون يسقط الحضانة عن الأم في حال أي علاقة عابرة، فتعود إلى الأب، الذي لا يخسر الحضانة حتى ولو أقام علاقات جنسية دائمة مع كل نساء الأرض والسماء!!
وهنا الثغرة التي استغلها وحش آدمي يشغل منصب عميد شرطة، فأقام معها علاقة ظنتها آمنة طالما يتعلق الأمر بجهاز الأمن! لكن الوحش الآدمي وثّق بالصور بعض اللحظات السرية، وأخذ يبتزها ويهددها بإرسالها إلى طليقها لتخسر حضانتها لابنتها.. اشترط عليها مبلغا من المال، وبدأ الغول يتغوّل إلى أن باعت منزلها وسيارتها، وبعد أن أفلست، اضطرها إلى اختلاس بعض حسابات الوكالة. وحين علمت بقرب وصول لجنة افتحاص، انهارت، وذهبت لتسجيل شكاية لدى المحكمة، قبل أن يُعتقل الطرفان ويبدأ التحقيق.
أولا، هي ليست مجرد ضحية، بل مذنبة، أيضا، لاسيما في لحظة الاختلاس، وتقدير ظروف التخفيف يبقى للمحكمة.
ثانيا، هي ضحية وضع قانوني غير عادل طالما يُلزمها، للحفاظ على الحضانة، بعدم الزواج، وعدم الدخول في أي علاقة خارج الزواج، وهي شروط غير عادلة وغير عادية لأنها امرأة. في المقابل، لا يُشترط على طليقها شيئا من ذلك، لأنه رجل.
ثالثا، بعد أن ينال كل ذي جزاء جزاءه، نتمنى مراجعة الاختلالات القانونية، حتى لا تتكرر المأساة.
الكوميسير يرغم مديرة البنك على تسليمه الأموال (صورة مأخوذة من فيديو)