الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

لقطاء جغرافيات كما أنتم.. ولقطاء تاريخ كما كنتم.. فأنتم لستم الا أنتم وكما كنتم!

 
لحسن صبير
 
 
في العلم العسكري، لا تُقاس الانتصارات والهزائم بالنتيجة فقط، بل بـ"توازن القوى"، فأن تستخدم "قنبلة نووية" في هزم "نملة" ليس من البسالة والبطولة في شيء...
 
لذا، كان "شارون"، في غزوه لبيروت، يقدم التحية العسكرية لشجعان الآربيجي قبل أن يأسرهم.. ومهما قيل فيه أو عنه، لقد كان قائدا عسكريا محترفا يحترم أعراف "مهنته" (سيتحدث البعض عن "صبرا وشاتيلا"، وأقول لهم ابحثوا عنها في ثنايا أسرار أهل "التوازن الديمغرافي والمذهبي")...
 
ما علينا، فحينما أتأمل كل هذا "التجنيد" للاحتفاء بـ"النصر"، من رئاسة "جوار الشر"، إلى قيادة أركانهم العسكرية، إلى رئاسة برلمانهم، والأركان العامة لـ"صحافتهم"، ولقطاء الجناح السياسي (صنيعة إدريس البصري في الأصل) للجمهورية الوهمية بـ"العيون" (حيثْ بزززاف عليهوم يكونوا من أهلي، بناةِ الإمبراطوريات المغربية وأشدائها)، ومسطولي "الزطلة" بمكان ما من "جوار الشر" الذين أحرقوا علما كانوا إلى حين يستظلون به وبأهله لنيل استقلالهم... حينما أتأمل ذلك... كل ذلك... أكتشف أن هؤلاء الشباب الأحد عشر في رقعة الملعب، الذين حققوا تعادلا في الميدان، وهُزموا بـ"ضربة حظ" جاحدة، هم أبطال حقيقيون.. لأنهم واجهوا دولة برئاستها ورئاسة أركانها وبرلمانها و"مسطوليها" و"لقطائها" وهم غير مسلحين إلا بـ"فنيات كروية" واحترام شعبٍ يقدر فنياتهم بنصر أو هزيمة كرويتين لا سياسيتين...
 
عوّضوا ما شئتم عن خسائركم بغير منتديات، فأشبالنا لهم كل التحية القتالية، التي أعادتهم في النتيجة مرتين بالكرة لا بالهفوات.. لكن ستجترون مرارة تجنيد دولة وأذناب جحدوا حليب أمهاتهم.. للاحتفاء بنصرٍ وهمي على شعب أصلي ودولة تليدة "ما مسوقينش" فرحة "يتيم بمصران الشحمة يوم العيد"...
 
لقطاء جغرافيات كما أنتم... ولقطاء تاريخ كما كنتم.. فأنتم لستم إلا أنتم.. وكما كنتم!!!