الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الحقوقي والمحامي عزيز رويبح في قراءة لمعنى بلاغ جمعية هيئات المحامين بالمغرب

 
عزيز رويبح
 
بلاغ جمعية هيئات المحامين بالمغرب العتيدة بلاغ رزين يدعو لضبط النفس بشكل ضمني، وفي نفس الوقت يحمّل المسؤولية للهيئات وللمحاميات والمحامين في اتخاذ ما يتلاءم ووقع القرار الثلاثي على حقهم في ممارسة مهامهم، وعلى حق موكيلهم في التقاضي وفي الولوج إلى فضاءات المحاكم، التي وُجدت أصلا لحماية الحقوق والحريات دون تمييز ولا فرز.

بلاغ الجمعية، إذ يذكّر باجتماع 6 دجنبر بمقر المجلس الأعلى للسلطة القضائية، الذي أكد على أهمية نهج المقاربة التشاركية، وإذ يذكّر ببيان برشيد في 23 أكتوبر، الذي اعتبر أن القرار الحكومي باعتماد جواز التلقيح من أجل ولوج الأماكن والإدارات العمومية فيه مساس بالحقوق والحريات ويتعارض مع المبادئ الدستورية والمواثيق الدولية، فإنه يعيب على شركائنا في العدالة نهجهم الإقصائي، ونيلهم من استقلاليتنا، وتهميشهم لمؤسساتنا المهنية.

بالمقابل، البلاغ الثلاثي من البلاغات النادرة، التي تجتمع فيها السلطة القضائية والنيابة العامة والحكومة على فئة بعينها، على شعب المحامين والمحاميات تحديدا وتخصيصا.

وهو، أيضا، من البلاغات النادرة، التي ستبقى للتاريخ، حيث عملت بقاعدة "نائبه كهو"، وحثّت المحامي على أن يتحوّل إلى "مقدم" يطالب موكليه، من أطباء وصحافيين وعمال بسطاء ونساء معنفات وأحداث ورشداء وأشخاص فاقدي الأهلية...، بالتلقيح كشرط ليتيسّر له الدفاع عنهم أمام المحاكم، التي ليست طبعا محاكم عسكرية، بل محاكم عادية، في زمن السلم، وبعد أن توارى الوباء وحلت محله أفلام وهبي ومسرحياته، مع احترامي طبعا الكبير للمخرج المصري الكبير يوسف وهبي، الذي عاش أزمة كبيرة عندما أراد تجسيد وتمثيل شخصية  الرسول صلى الله عليه وسلم، واخلطت عليه شخصية النبي بشخصية راسبوتين، إلى حد اتهمته عائلته بالجنون...