جبهة البوليساريو.. تُخْتزَل في طابور الصباح.. عندما ينعدم المثقف ينعدم إبداع الحلول
الكاتب :
"الغد 24"
حكيم العسبي
هل هناك نخبة مثقفة بالمعنى الأكاديمي عند جبهة البوليساريو، هل نحن أمام مجندين فقط أم هناك مبدعون للعمل الثقافي والتاريخي... هل المثقف عامة عند جبهة البوليساريو يغرف من بئره الطبيعي، وهو الثقافة الحسانية... شعرًا وغناءً وتشبعاً بتاريخ المجال. إن كان كذلك، بمعنى أن ثقافته هي حسانية صنهاجية، فلماذا تسمى جبهة البوليساريو... بالجمهورية العربية الصحراوية... فالثقافة الحسانية تختلف عن الثقافة العربية.
إذا افتراضنا أن المثقف موجود، فمن يحدد الآخر... العسكري أم المثقف... هل هؤلاء الذين يعيشون في المغرب (ما يصطلح عليه بانفصاليي الداخل)... هل هم مثقفون أم معارضون، أم منتفعون.
الكارثة أن الدولة الحاضنة، وهي الجزائر، ليست لها نخبة مثقفة... نخبتها المثقفة الحقيقية مقصية خارج النظام وحتى خارج البلد.. فالذي أنتج الدولة هو "الثوري" بالمعنى العسكري... والمثقفون الرسميون في الجزائر هم ألسن للثقافة الفرنسية... أزمة التأسيس للدولة الجزائرية، أن من أنتجها هو الثوري المسلح وليس النخبة المثقفة.
ولأنه لا توجد نخبة مثقفة لدى البوليساريو، إضافة إلى أن فعل الإنتاج السياسي والقراءة التاريخية للمتغيرات محكوم بنظام جزائري ليست له بنية المثقف الناقد والموجه... من الطبيعي أن تكون الجبهة عاجزة عن خلق بنية تسمح بطريق ثالث... فبعد صراع أربعة عقود، مازالت الجبهة تحتمي بالبيان العسكري... ولم تنجح في طرح ورقة سياسية جديدة، ومن فعل ذلك، يجد نفسه، على غرار النظام العسكري الجزائري الحاضن، مقصيا خارج السيستيم، حالة خط الشهيد، تمثيلا لا حصرا.
أين تختلف حركة فتح وجبهة البوليساريو... أن حركة فتح، كانت بداياتها باندماج المثقف والثوري... كان هناك الشاعر والفيلسوف، والمفكر والمنظر... وهؤلاء غير موجودين أو متواريين عن خلق الفعل داخل جبهة البوليساريو.
لهذا فكل ما نسمعه عن جبهة البوليساريو... ليس أكثر من صوت المجند وهو يصيح: الخطوة الثابتة... تقدم إلى الأمام... راحة... تناول فطورك أيها المجند...