الصورة: تحليق.. بعدسة الشاعر.. #محمد_خلاد الشاعر محمد السكتاوي في لحظة إشراق: جمْرُ البَوْح الكاتب : "الغد 24" آخر تحديث 5 نوفمبر 2021 محمد السكتاوي يزيح عن طريقه الغيوم ويدَعُ الطيورَ تهاجر لا يدري ما إذا كان هو مَنْ يشقُّ مِهاد الفضاء الرَّحْب أو مدى تسكنه زرقة البحر ولْهان يجدل ضفيرة حبِّه بالموْج ويتسلق متعرشا مثل شجرة لبلاب إلى الأعلى يعانق السماء تلك رؤياه في ليلة صافية تحرر فيها من تجاذب الأضداد في حيرته يسأل: هل نسِيَتْني أم نَسِيتُ أنا الزمان؟ ينْزَع من عيْنه دمعةً تحجَّرت يبكي ويصيح من ألم لا أرى شيئا فهل تراني؟ صار مهجورا سوى من حلم عليل ينفلتُ منه جسده يسابقه إليها فتمسكه من وَتَر الروح وتمشي الهُوينى مثقلةً بالهوى تتثنى تهب ريح مخمورة ترفع عنها غلالة زرقاء فتصْهل فيه شهْوةُ الذكرى يفرش لها سجادةً من عُشب أخضر في غفلة النجوم النائمة يحتويها بظله المشتعل يكاد يقبلها فتدفعه موجة على الصخر يسقط حلمه، يتكسر كما لو أنه جرة خزف يتدفق نبيذ الكلمات وفي حنجرته يتَّقد جمْرُ البَوْح يتذكر بلقيس والصَّرْحَ المُمَرَّد والقَوَارير ينهض مترنحا يقترب منها فتقترب منه خطوة وترتدُّ إلى الوراء خطوتين يتسلق أكثر درج الهواء يتبخّر الحلم ويختفي في الضباب فلا يرى غير حرائق صنْعاء يمد يده فتحترق ضفيرةُ الماء ويهوى محمد السكتاوي لحظة شعر جمر البوح محمد خلاد