لنعرف فقط ما يقع.. ازدواجية الشخصية والمواقف وحربائية الممارسة لا يمكن أن نسميها يسارية
الكاتب :
"الغد 24"
إبراهيم كزوزي
خصلة الصراحة والوضوح أمام الرفاق والأصدقاء والخصوم هي أول وأسبق خصلة ينبغي أن يتحلى بها اليساري، بحيث قد نُسقِط اليسارية عمن يناهض شيئا ما في الخفاء ويجاريه في العلن.
ازدواجية الشخصية وازدواجية المواقف وحربائية الممارسة لا يمكن أن نسميها يسارية، ولا يمكن اعتبارها ممارسة للسياسة، ولا يمكن بها خداع الجماهير.
تلفيق التهم واستغلال قلة تجربة الشباب وتربيتهم كما لو كانوا مريدين في خدمة أهداف شيخهم كلها أساليب لا تحقق إلا أهدافا شخصية مرحلية، ولا تقدم نضالا، إنها ممارسة انتهازية وصولية يصعب على اليساري تقبلها.
كذبوا على الشعب المغربي قاطبة ويكذب بعضنا على البعض ويصل بنا الأمر إلى إسقاط البعض لصفاته السيئة على غيره قصد النيل منه في ما يسمونه السباق للاندماج.
حين نرغب في الاندماج مع الخارج ونحاربه في الداخل، وتشتد الحرب حين سقط، عرف الحصول على ريع الكوطا، فماذا كنا ننتظر؟
كان على الكوطا أن تختفي في ثاني مؤتمر بعد التوحيد، لأن إدامتها تصبح أهم عامل للتمييز بين ''النحن والهم''، مما يعني أيضا عدم توحيد الهدف، بحيث يصبح لكل فريق هدفه الخاص الذي قد يؤثر على المسار العام من أجل تحقيق الهدف المشترك.
قوانين دينامية الجماعات كان ينبغي استحضارها لفهم كل ما يقع لأن الأحداث لا تفسر نفسها ولا يمكن الاستغناء عما بلغته السيكوسوسيولوجيا من قوانين.
إبعاد العلم والتنظير وإحلال ''الحركية'' محل التفكير هو ما يفسر تخلف أحزابنا ونقاباتنا عامة وإغراقهما في الخطاب الإنشائي الذي لا يميزهم عن أحزاب لا أهداف لها أصلا ولا يختلف اثنان إلا في طبيعة بعض جملهم.
للاندماج ينبغي أولا وحدة الهدف المشترك، وتقوية أهميته مقارنة مع الأهداف الشخصية وأهداف الجميعات المكونة للجماعة، وكلما تقوت الأهداف الشخصية والأهداف الخاصة بكل جميعة على حساب ضعف الهدف العام، كلما قلت إمكانية اندماج البعض في البعض ونمت نزعة الأنا والهو والنحن والهم.
كل ما يقع تخلق له مبررات في حالة النجاح، تستند المبررات للعوامل الذاتية التي تعلي من قيمة الفرد مثل الذكاء والنزاهة والجهد، وفي حالة الفشل يتم البحث عن مبررات خارجية تسند للغير وللعوامل الغير محددة ولا مضبوطة قد يتم تجسيدها بالمؤامرة وسوء النية وتدخل المخزن إلى غير ذلك من التبريرات التي غالبا ما تكون واهية...
أن تتضخم بعض الذوات وأن يتقمص البعض دور الشيخ ويخلق لنفسه مريدين وأن يتحول بعض الشباب إلى أدوات لتحقيق أهداف الشيوخ، فإني أحمد الله أن الأمر لم يذهب بعيدا لأن مثل هذه الشروط والتصرفات هي التي خلقت النازية والنابوليونية والترامبية وغيرهم كثير...