الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

فدرالية اليسار مع عبد السلام لعزيز.. حين يسقط أمين عام في النفاق والتناقض والسطحية

 
إبراهيم كَزّوزي
 
 
بثت قناة موقع ''أش كاين'' على اليوتوب لقاء مع الأمين العام لحزب المؤتمر الاتحادي عبد السلام لعزيز لاستفساره في شأن دوافع وما يترتب عن سحب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد وثيقة التحالف المعروف بفدرالية اليسار الديمقراطي.
 
جميل أن يقوم زعماء الفدرالية بتصريحات حتى يتعرف عليهم الشعب المغربي، لكن كان على المصرّح أن لا يقول إلا الحقيقة في إجاباته، وأن يتفادى كل ما من شأنه أن يفسد العلاقة بين المكونات الثلاثة، وأن يدلي بما يريد دون تهكم أو علامات تدل على ذلك.
 
كان على عبد السلام لعزيز أن يكون واضحا في تصريحاته ويقول كل شيء ولو بتفصيل ممل لرفع الالتباس وإبراز طبيعة الاختلاف بين مكونات الفدرالية من جهة، وما كان يعتبر اختلافا داخل الاشتراكي الموحد. التصريح بمغالطات ليس فقط للدفاع عن النفس، بل أيضا لإغراق الآخر، لكنه لم يكن في شأن ذلك موفقا.
 
لم يشر الرفيق عبد السلام إلى أسباب تأخر الاندماج الذي تتهم به الأمينة العامة للحزب الاشتراكي، كما لو أنها تقول لا فقط لقول لا ولم يذكر مبرراتها.
 
كنت أتمنى أن يقول، في شأن الاندماج، هل حضّرت اللجان المكونة لِما طُلب منها من أرضيات بشكل مكتوب، ووُزّعت وخضعت للنقاش في القواعد، أم أنه يعتبر وجود الأوراق أصلا غير ذي أهمية ما دام الاندفاع للاندماج متوفرا؟!
 
كنت أتمنى أن يخوض ولو قليلا في الصراع الداخلي في الحزب الاشتراكي الموحد بين مكون مشابه لحزبه لا يرى ضرورة لوجود أرضية فلسفية وسياسية وتنظيمية تحدد طبيعة فدرالية اليسار وما هو رأيه هو نفسه في مطلب التيار المعارض للاندماج دون وجود أوراق متفق بشأنها. هل حضّرت الأوراق فعلا وتأخر الحزب المعرقل في مناقشتها أم أنها لم تنتج قط ولا توجد حتى الرغبة في إنتاجها باعتبارها نوعا من الترف الفكري والسياسي؟
 
المضحك في مداخلة لعزيز هو تصريحه بأنه حضر إلى القاعة وأشياء اخرى لعقد ندوة لكنه لم يحضر لذلك الأوراق اللازمة، كما لو أن جدران القاعة هي التي ستفكر وتقرر!؟
 
المضحك أيضا هو الحديث عن تشكيل لجنة جهوية مكونة من خمسة أعضاء منتخبين من كل حزب دون أن يقدم لنا من انتخب خمسة الاشتراكي الموحد، وفي أي إطار تم انتخابهم، ليصبح الشاب ''محمد مكتفي'' وأمثاله أعضاء مقررين، بدل كل الحزب، في من سيمثل الحزب في اللوائح الجهوية، ويبثّ حتى في ترشيح أعضاء المكتب السياسي والأمينة العامة، بحيث تصبح اللجنة المكونة، بقدرة قادر، ودون علم أحد، تقرر في أجهزة وطنية تتجاوزها رتبة وأهمية.
 
إرجاع أمر الخلاف إلى رغبة الأمينة العامة احتلال مقعد في البرلمان، وهي التي لم تصرح قط ولم تفصح عن رغبتها في الترشح أصلا، هو نفاق وتفسير متناقض وسطحي لما يقع من محاولات الانقلاب داخل الحزب من طرف من أفقد الكونفدرالية الدمقراطية للشغل تمثيلية قطاع الصحة، الذي يعتبر الحزب امتدادا لنقابته، ليفقد إمكانية ترشحه، كما فقد تمثيليته لقطاع الصحة...