للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
100 عام من الشيوعية.. حين قال شي جين بينغ: "الشعب أولا.. والحياة أولا" وطبّقها في معركة كورونا
يوم الأربعاء، فاتح يوليوز 2021، تحل الذكرى المائة لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. مائة عام من البناء والنماء والعطاء، أعطت للعالم أجمع حقيقة بيّنة، وهي، من جهة، أن الحزب الشيوعي الصيني هو العمود الفقري للأمة الصينية، ومن جهة ثانية أن الشيوعية، عندما تلتحم بالشعب، وتنمّي في الأطر إرادة العمل والجد والاجتهاد والإبداع والابتكار، لابد أن يتحقق النجاح المنشود...
تاريخ الحزب الشيوعي الصيني يقدّم نموذجا متقدما لهذا النجاح، حتى أضحى له دور محوري في الحركة الشيوعية العالمية، مثلما أصبح له دور مؤثّر في توجهات السياسة والديبلوماسية في العالم أجمع، وصار يستقطب الإعجاب والتأييد المتصاعد في أوساط الناس في مختلف أرجاء المعمور، إذ وجدوا فيه توجها إنسانيا يسع الناس جميعا، منذ طرح الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، شي جين بينغ، فكرة "مجتمع المصير المشترك للبشرية جمعاء".
عندما يرتبط الحزب بالشعب، ولا ينحرف عن أهدافه الأصلية، التي هي مصالح وسعادة الشعب، فلابد للحزب أن يعطي، وأن يبدع، وأن تثمر نتائج جهوده واجتهاداته نهضة مجتمعية منقطعة النظير، وتنجب قيادات سياسية وفكرية جديرة بالنجاح في التسيير والتدبير، وأبرز نموذج لهذه القيادات الفذة شي جين بينغ...
عندما تفوّه الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، شي جين بينغ، بعبارة "الشعب أولا، والحياة أولا، وبذل كل الجهود لحماية حياة الناس وصحتهم"، كان جليا أن المقصود بالناس، هنا، ليسوا الصينيين وحدهم، وإنما كل إنسان في أي مكان كان، وجاء أقوى اختبار لهذا الشعار، عند تفشي فيروس كورونا المستجد، ولم يتردد الرئيس الصيني، ولم تتردد الصين، في خوض غمار هذه المعركة، لفائدة الصينيين ولفائدة الإنسانية، وعايش العالم أجمع الصين وهي تمارس، على أرض الواقع، فكرة قائد الحزب الشيوعي الصيني الداعية إلى المصير الواحد للبشرية، بتكريس مكانة الإنسان وقدسيته في محور العلاقات والفعاليات الدولية...
الرئيس شي جين بينغ يبدأ من نفسه في الحرص على التدابير الوقائية من الفيروس
وفي خوضها لهذه الحرب العالمية ضد وباء كوفيد-19، حرصت الصين على جعل لقاحاتها متاحة كمنافع عامة عالمية، وقدمت مساعدات إنسانية لدول أخرى، خاصة للدول الفقيرة...، ما دعا منظمة الصحة العالمية إلى الإشادة بالخطوات التي اتخذتها الصين لمحاربة الجائحة، واعتبرتها نموذجا يجب أن تَحتذيَ به كافة دول العالم.
هنا بعض ملامح قصة النجاح هذه بدروسها التي تبنّتها منظمة الصحة العالمية وسارت على هديها كل دول المعمور: في 31 ديسمبر 2019، أصدرت الصين أول تحذير بخصوص فيروس كورونا المستجد، وأبلغت منظمة الصحة العالمية بالعديد من حالات الإصابة بالفيروس في ووهان. وفي 26 يناير 2020، أكدت اللجنة الوطنية للصحة بالصين أن قدرة الفيروس على الانتقال تزداد قوة وأن عدد حالات الإصابة بالعدوى قد يواصل الارتفاع، وأشارت إلى أن فترة حضانة الفيروس تتراوح بين يومين و14 يوما، وهي فترة كافية لظهور المرض لدى الحاملين للفيروس. وتعاملت الحكومة الصينية بكل شفافية في نشر الأخبار والمعلومات المعنية بالفيروس، وكذا الإجراءات والتوجيهات الكفيلة بتعزيز مواجهة الجائحة، ما جعل الصين تأخذ على عاتقها تصدّر محاربة الفيروس نيابة عن العالم، إذ إن كل المعطيات الأساسية حول الفيروس، فترة حضانته، تدابير مواجهته، من الحجر الصحي إلى التلقيح، جاءت من الصين.
واللافت، في هذه الحرب ضد الجائحة، أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الذي هو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وكذا رئيس اللجنة العسكرية المركزية، تحمّل بنفسه مسؤولية الإشراف على عمليات التوجيه والتنسيق على المستوى الوطني، وظل يقوم بزيارات ميدانية يلتقي فيها بالمواطنين ويتفقد أحوالهم الصحية، كما كان يتنقّل إلى المختبرات للاطلاع عن كثب على التقدم المحرز في الوصول إلى التلقيح المناسب...
الرئيس شي جين بينغ في مختبر لصنع اللقاح المضاد لكوفيد 19
وهنا، وجب الإقرار بأن الحزب الشيوعي الصيني، الذي يحتفل أحرار العالم بمائويته العظيمة، هو الذي قاد الشعب، بتوجيه مباشر من الأمين العام، إلى تحقيق الانتصار على كوفيد-19، أخطر جائحة للأمراض المعدية في العالم منذ قرن...
وفي هذا الصدد، تحصي تقارير متطابقة وجود أكثر من 39 مليون عضوة وعضو للحزب الشيوعي الصيني في جميع أنحاء البلاد كانوا يكافحون في الخطوط الأمامية ضد الوباء، كما شارك أكثر من 13 مليون عضوة وعضو للحزب في الخدمات التطوعية، واستغرقت الصين أكثر من شهر لاحتواء انتشار الوباء مبدئيا، واستغرق الأمر حوالي شهرين للسيطرة على عدد الحالات الجديدة داخل البلاد أقل من 10 حالات، واستغرق الأمر حوالي ثلاثة أشهر للحصول على نتائج حاسمة للسيطرة على الفيروس في مدينة ووهان ومقاطعة هوبي، وتم تحقيق الإنجازات الاستراتيجية الرئيسية للنضال الوطني ضد وباء كوفيد-19...
ليس الغرض، هنا، تتبّع جميع الخطوات والمراحل والإجراءات، التي اتبعتها الصين في هذه الحرب ضد الجائحة، التي مازالت تتفشى في أنحاء العالم، وإنما فقط تتبّع وضعية أكبر حزب سياسي في العالم، كيف تصرّف، وكيف نجح، حيث سيتبيّن لجميع المرؤاقبين الموضوعيين أن النجاح في احتواء وباء كوفيد-19، كشف عن وجود قيادة قوية للحزب الشيوعي الصيني، وهذا أول وأقوى درس لكل أحزاب العالم، الحزب الحي لا يقعد يتفرج، ولا يكتفي بإصدار البيانات، ولا بترديد الشعارات، الحزب الحي والقوي هو الذي ينخرط في المعركة من أجل الشعب بخاصة، ومن أجل الإنسانية بعامة، هو الحزب الذي يتمتع بنواة قيادية صلبة ومفاهيم حكم تضع الشعب في المقام الأول. وهذا ما لوحظ بمجرد ظهور الجائحة، إذ وَضعَ الحزب ترتيبات بشكل سريع وعلمي، وردّ على الأزمة بفعالية وقوة، وعندما كانت أبواق الترسانة الإعلامية الغربية تنتقد وتسخر وتنقل كاميراتها مشاهد إرغام بعض المواطنين الصينيين الرافضين للتحليلات المخبرية للكشف عن وجود فيروس كورونا المستجد، كانت الصين، بقيادة الحزب الشيوعي، وفي القلب منه أمينه العام شي جين بيغ، تخوض غمار مواجهة الجائحة دون هوادة، وتجنّدت لجان الحزب القاعدية، التي بلغ عددها أكثر من أربعة ملايين وستمائة ألف لجنة، وبفضل صدقية أعضائها وعطاءاتهم وتضحياتهم، تمكنت هذه اللجن من تجنيد جماهير الشعب بكل فئاتها لمكافحة الجائحة. ومن الطبيعي أن يتحقق النجاح...
الرئيس شي جين بينغ يتفقد المواطنين باستمرار منذ بداية الجائحة
لقد شكلت هذه المواجهة المحتدمة فرصةً، من جهة، أمام الحزب الشيوعي ليقدم الكوادر الذين لم يؤدوا واجباتهم للمساءلة، بينما رقّى وأشاد بالكوادر الذين تحملوا مسؤوليات بشجاعة وعملوا بجدية، ومن جهة أخرى، فرصة أمام الشعب الصيني ليدرك بالملموس أن الحزب أكبر ضمان للحياة وللعيش الرغيد لكافة الصينيين في ظل دولة اشتراكية حديثة وقوية...
النجاح في هذه المعركة يعني حدوث "تطابق كبير بين أهداف الحزب ومصالح الشعب"... وبناء على ذلك، فإن "الشعب لديه قناعة كاملة وتامة بأن الحزب الشيوعي الصيني لديه استراتيجية واضحة وتصب في مصلحة الشعب"...
يقول الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ: "الشعب هو الأهم، الحياة هي الأهم، ويمكن حماية حياة الناس وصحتهم بأي ثمن"...
بهذه المنطق وهذا الأفق، حقّق الحزب الشيوعي النجاح في معركة مواجهة جائحة كورونا، وقبلها النجاح في معركة القضاء على الفقر المدقع، وهو ما سنتعرض له في مقال مقبل...
