صرخة الفنانة فضيلة الهامل.. فنانات وفنانو الصحراء "عايشين بحال الذبانة في البطانة"

 
خولة عيسان

 

وجهت الفنانة المغربية فضيلة الهامل، أول أمس الاثنين 21 يونيو 2021، من خلال فيديو قصير، نشرته على حسابها الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وعلى قناتها في منصة نشر الفيديوهات "يوتوب"، رسالة إلى الملك محمد السادس، تكشف من خلالها ما يتعرض له عدد من الفنانات والفنانين في المناطق الجنوبية للمملكة، من استغلال وتهميش من قبل شركات الإنتاج.

وقالت الفنانة فضيلة إن كثيرا من شركات الإنتاج في الصحراء المغربية لا يقدرون الفنانين، سواء ماديا أو معنويا، مطالبة بالتدقيق في عقود العمل المبرمة بينهم وبين شركات الإنتاج، وكيف أن عددا من الفنانين يجدون أنفسهم مجبرين على الاشتغال وفق هوى وشروط هذه الشركات، بالنظر إلى عدم توفر فرص الشغل لهؤلاء من أجل تأمين لقمة عيش لعائلاتهم، خاصة وأن أكثرهم لا يشتغلون سوى مرة ومرتين في السنة، قبل أن تكشف أن عددا من هذه الشركات خلقت من "العسَّاسين" وعمال البناء ممثلين، مستدركة أن هذا الأمر ليس عيبا، ولكن العيب، بحسب تعبيرها، هو أن هؤلاء الذين ينتظرون عملا أو عملين في السنة، كممثلين، يُجبَرون على الاشتغال بمبالغ زهيدة للحلقة الواحدة في عمل فني.

وأضافت الفنانة فضيلة أنه "عيب أن يشتغل الفنان بهذه الأثمنة البخسة، بحيث إن هذه الشركات تجبره على الاشتغال بـ100 أو 200 درهم للحلقة الواحدة، في وقت لا يشتغل في هذا العمل سوى حلقة أو حلقتين، في حين خلقت هذه الشركات فنانين يشتغلون في 20 أو 30 حلقة بأثمنة (نحشم نقولها)".

وهذه الصرخة تلتقي مع كثير من شكاوى الفنانات والفنانين، رصدتها جريدة "الغد 24" في مختلف مناطق المغرب، فضلا عن منطقة الصحراء، يبوحون بها في مجالسهم الخاصة، دون أن يقدروا على الجهر بها تخوّفا من انتقام شركات الإنتاج، التي تعامل الفنانين أحيانا مثل "الذبّانة في البطانة"، بتعبير أغنية مجموعة ناس الغيوان...

وقالت الممثلة الصحراوية المبدعة، في رسالتها الموجهة أيضا إلى وزير الثقافة والشباب و"من يهمهم الأمر"، إن عددا كبيرا من الفنانين في المناطق الجنوبية انسحبوا من مجال التمثيل بفعل هذا الاستغلال البشع لشركات الإنتاج، "ولم نعد نراهم في الساحة الفنية"، مضيفة قولها: "وأنا كنفكر فعلا أنني نوقف، رغم أنني عندي أحلام كثيرة وباغة نوصل في هذا الميدان، وباغة يكونو انتاجات"، تقول الفنانة فضيلة، لتضيف، أنه بالرغم من ساعات البث القليلة، حين يأتي عمل فني، تستأثر به شركة إنتاج، وأول ما تقوم به، هو أنها تطغى وتستقوي على الفنان وتعامله بقلة تقدير.

واعتبرت الفنانة الصحراوية أن عددا من الفنانين، لا يقوون على كشف هذه الممارسات، بالنظر إلى خوفهم من عدم الاشتغال مع شركات الإنتاج، قبل أن تؤكد على أنها كسرت هذا الصمت، بهدف الحديث عن حق الفنان في الاشتغال بكرامة وتقدير يليقان به، وأن يكون له قانون يحميه، ويمنع أن يشتغل بأثمنة زهيدة تحط من قيمته.

وطالبت الفنانة فضيلة الهامل، في رسالتها، المشفوعة بحرقة وغيرة على الفنان المغربي، بالاهتمام بالفنانين في الصحراء المغربية، خاصة أولئك الذين لا يقوون على الإفصاح عن معاناتهم أو ليسوا راضين عن الحديث عنها، أو غير قادرين على الكشف عنها، حتى يشتغلوا مستقبلا في ظروف تحفظ لهم كرامتهم...