للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
الشيوعيّ الأخير يدخل الجنّة
كان الشيوعيّ الأخيرُ مؤرَّقاً في ليلةِ الأحدِ، الصديقةُ غادرتْ ظُهراً
إلى باريسَ، والمطرُ الخفيفُ يجيءُ أثقلَ ، لحظةً من بعدِ أخرى.
والنبيذُ الأستراليُّ الذي قد كان يكْـرَعُـهُ بأقداحٍ كبارٍ كادَ يصرعُـهُ!
وجاءته المصيبةُ عند بطّـاريّةِ السيّارةِ. الأشياءُ قد همدت؛
فماذا يفعلُ الآنَ؟
الشيوعيُّ الأخيرُ مضى ينقِّبُ في الرفوفِ العالياتِ... وثَـمَّ أتربةٌ على
الكتبِ العتيقةِ. ثَمَّ نسْجُ العنكبوتِ، وما تبقّـى من جناحَي نحلةٍ.
لكنه استلَّ الكتابَ، وراحَ يقرأُ:
أمرُنا عجبٌ!
مَلاكٌ جاءَ يصطحبُ الشيوعيَّ الأخيرَ إلى جِنانِ الـخُلْــدِ...
قالَ لهُ : لقد طوّفتُ في الآفاقِ ســبعاً، كي أصادفَ طاهراً. كان
الذين رأيتُهم قوماً عجيبينَ... الصلاةُ وكلُّ شـيءٍ. غير أني كنتُ
أسألُ عن عقيقِ سَـجِـيّـتَينِ: الطُّهرِ والعدلِ . السماءُ تفتّحتْ...
فلننطلقْ ، لتكونَ في الفردوسِ بعد دقيقةٍ!
كان الشيوعيُّ الأخيرُ مكوَّماً فوقَ الأريكةِ
هاديءَ الأنفاسِ
مبتسماً...
كأنّ روائحَ الفردوسِ تُفْـعِمُ قصرَهُ الليليَّ حقّـاً!
لندن 28-06-2006