الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

من صوتوا على قرار البرلمان الأوروبي ساندوا دولة احتلال وأطراف اليسار ظهرت وريثة لتركة الاستعمار

 
محمد نجيب كومينة
 
 
من صوتوا على قرار برلمان الاتحاد الأوروبي لم يحركهم عطف على الأطفال والقُصّر أو احترام حقوق الإنسان، وإنما عبّروا عن تضامنهم مع إسبانيا كدولة احتلال، وعن مساندتهم لاستمرار احتلال المدينتين المغربيتين سبتة ومليلية والجزر المتوسطية التابعة للتراب المغربي، لأن الاحتلال، في تصورهم، يمثل حاجزا في الشمال المغربي ضد الهجرة التي يرغبون جميعهم في الحد منها بدوافع عنصرية وثقافية لا تخفى...
 
هؤلاء الذين أدانوا المغرب في إطار محاولة ثنيه عن السعي لاسترجاع الثغور المحتلة وإلزامه بلعب دور دركي في ميدان الهجرة، ما كانوا ليتصرفوا على نفس النحو مع إسرائيل ولا حتى مع تركيا، التي باتت قوة اقتصادية وعسكرية متوسطة يهابونها، رغم أن عداءهم لهذه الأخيرة لا يختلف من حيث محدداته كثيرا عن العداء للمغرب.
 
بعض أطراف اليسار الأوروبي كشفت، من خلال تصويتها، على أنها تعتبر نفسها، وإن لاشعوريا، وريثة التركة الفكرية للاستعمار وليس للفكر الاشتراكي أو الشيوعي، وأبانت أنها نزقة بشكل يثير الشفقة، وذلك ما يفسر تدهور صورتها لدى المواطن الأوروبي وتراجعها انتخابيا، الذي يهدد بعضا منها في وجوده السياسي.
 
إسبانيا شاءت أن ترسل رسالة قوية للمغرب بتهديد علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، والرسالة وصلت. وفي الجزائر، التي نصّبَ وزيرُ خارجيتها الإسبانَ ناطقين باسم الدولة الجزائرية، سيكون هناك فرح واحتفال، وربما يقرر الجنرال شنقريحة إعلان هذا اليوم يوما وطنيا بدل فاتح نونبر...
 
لكن القرار صدر بأغلبية غير كبيرة، إذ كان هناك أكثر من 200 برلماني أوروبي ما بين رافض له وممتنع عن التصويت عليه، وبالتالي، لن يكون له أثر خارج التسويق الدعائي، ولن يُثنيَ المغربَ عن الدفاع عن وحدته الترابية واستكمالها أو عن الاستمرار في عدد من الاختيارات الاستراتيجية، التي تقض مضاجع من سارعوا إلى التحالف ضده بشكل مكشوف...