تعليق حول مضمون الفيديو الأخير لصاحبه محمد الشرقاوي:
أعتبر مضمون خطابك حول مساهمة وزير الخارجية المغربي السيد ناصر بوريطة في ندوة "إيباك"، التي انعقدت، يوم الخميس الماضي (6 ماي 2021)، عبر تقنية "فيديو كونفيرونس"، يصب -كباقي تعاليقك السابقة- في اتجاه التقليل من الوقع الإيجابي ومحاولة الإضعاف للمجهود المغربي المتواتر لشرح مواقفه من القضايا التي كانت موضوع الندوة.. وهذه المنهجية أضحت لازمة لكل تعاليقك أيها الباحث.. "اللغز"..
لم أقرأ لك بعد مقالة أو تحليلا لخطاب الحكومات المعادية أو المناوئة لحقوق المغرب.. لم أقرأ لك تحليلا لسلوك الديبلوماسية الألمانية أو الإسبانية أو الجزائرية أو جنوب أفريقيا أو بعض التنظيمات السياسية والجمعوية الإسبانية أو الفلسطينية أو اللوبيات التي تمولها الجزائر والتي تعاكس حقوق المغرب... وإذا كنت تتوفر على ما يفيد العكس، فسنكون من الشاكرين لك..
لاحظت على مقالاتك وتدخلاتك، خاصة منذ تاريخ 10 دجنبر 2020، أنك مهووس بمسألة الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية الكاملة على صحرائه.. ولا يوازي هذا الهوس إلا سلوك الدولة الجزائرية وديبلوماسيتها..
أعتبر أن خطاب السيد ناصر بوريطة، هو خطاب رجل دولة مسؤولة، لها مؤسسات للتشريع والتنفيذ والرقابة، وتستعين في ملفاتها الأساسية بخبرات وكفاءة أبنائها وبناتها العارفين بتاريخ بلدهم العريق والعارفين بمسلسل كفاحاته ضد الاستعمارات والذي لم يتوقف ضد الاستعمارين (الفرنسي والإسباني) في شمال المغرب ووسطه وجنوبه، ويعرفون أن بعض الثغور مازالت تحت الاحتلال، كما نعتبر خطاب رئيس الديبلوماسية المغربية هو استمرار وصيرورة في العمل الديبلوماسي الجاد والجيد، والملتزم بتعهدات المملكة المغربية، وبما في التوصيات الواردة في التقارير الدورية التي يصدرها مجلس الأمن الدولي في موضوع الصحراء المغربية..
ومهما تكن تعاليقكم التي تحاول تبخيس الخطوات الملموسة والمساعي المغربية الدؤوبة للإقناع بعدالة قضية وحدته الترابية، فهي قراءات شخصية من زاويتكم المنحازة لصالح أطروحة الخصوم لسياسة دولة تعرف مصالحها العليا أين تبتدئ وأين تنتهي، وتميز بين الأصدقاء والمنافسين والخصوم والأعداء الذين مارسوا الاعتداء والعدوان بشكل مباشر أو بالوكالة، وتدرك جيدا أن كل مكونات الشعب المغربي مجندة وراء قيادة بلدهم وديبلوماسيتها للاستمرار والمثابرة في الترافع والإقناع منذ أكثر من 46 سنة، والدفاع بكل الوسائل المتاحة عن حقوقها في وحدة أراضيه ووحدة شعبه في حدوده الحقة..
نتمنى أن تهتم أيها الباحث بتفكيك افتراءات الخصوم وبما يدعيه خطاب الخصوم والأعداء وممارساتهم في الإعلام وفي المحافل الدولية، التي تحاول معاكسة حقوقنا منذ استرجاع استقلالنا سنة 1956، واستمر ذلك بشكل واضح منذ سنة 1975 لمّا قرر المغرب استرجاع أقاليمه الجنوبية..
المغرب يعرف برامج الأحزاب الأمريكية ويعرف التقاطبات والتناقضات التي تهم الشعب الأمريكي ونظامه السياسي ودوره المؤثر في القرارات الدولية، لكن يعرف أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها وأن الحاضر أفضل من الماضي وأن المستقبل سيكون أفضل، لأن السلام ومقترحات المغرب التي تحظى بالتفاعل الإيجابي ستحقق السلم والسلام في المنطقة، وأن هذا النزاع المفتعل، الذي أشعل فتيله الجيران والذي يعد من ترسبات الماضي الإيديولوجي واصطفافاته في الصراع الدولي أثناء مرحلة الحرب الباردة بالشكل القديم، يعني قبل سقوط جدار برلين في نونبر 1989، وتداعيات الحدث على الكتلتين وامتداداتهما في دول المركز والمحيط...، سيجد هذا النزاع الموروث عن الحروب الإديولوجية السابقة الحل العادل الواقعي والدائم في ظل السيادة المغربية...