الفنان الصحراوي محمد عاطف يبدع في أغنية "واحد ولا جوج" ويسلط الضوء على انكسارات الشباب
الكاتب :
إنصاف الراقي
إنصاف الراقي
من أغنية لأخرى، يصر الفنان الصحراوي محمد عاطف على أن ينتصر على رتابة الذوق، وأن يَكُون هونفسه لا غيره، لإيمانه العميق بقدراته الفنية الهائلة، وبانتمائه لمنطقة ذات تراث فني غزير، موغل في شتى التلاوين الثقافية والإبداعية. وبالتالي لا يمكن لهذا الفنان الشاب الذي لم يتجاوز عمره بعد 23 سنة، إلا أن يفاجئ جمهوره الكبير، بأدائه المميز وموسيقاه التي تنهل من التراث الحساني، والكلمات التي ينتقيها بعناية، حتى تستوعب فسلفته ونظرته للأشياء، وتشبع نهم المتلقي، الذي يجد نفسه دائما بين تياري "الرداءة" والجودة".
في أغنيته الأخيرة "واحد ولا جوج"، وهي من تلحينه وكلمات وإخراج أيوب بومكني، فجر محمد عاطف طاقته الإبداعية، بأداء رائع، انعطف من خلاله عن تيمة أغانيه السابقة، معتمدا هذه المرة على أسلوب يندرج ضمن "السهل الممتنع"، خاصة وأنه ركز على شحن صوته، بانكسارات غير مسبوقة، حتى يلامس انكسارات الشباب المغربي الذي يعيش، بحسب محمد عاطف نوع من سكيزوفرينيا.
وفي تصريحه لـ"الغد 24"، قال محمد عاطف، المتحدر من مدينة العيون، عن عنوان أغنيته "واحد ولا جوج" والتي تحيل إلى الانقسام في الهوية، إن لها مدلولا بسيطا، تحيل إليه بعض كلمات الأغنية، والقائلة "عطشان فصحراء أحلامي حاسب إيامي كي غدوز.. مابقيتش نثيق فكلامي مني واحد وًلا جوج"، أي أنني لم اعد أثق في كلامي، "مرة كنقول غندير هادي ومرة كنقول مانديرش"، وهذا نوع من السكيزوفرينيا التي يعيشها الشباب الآن أو لنقل هناك شرخ عميق عند الشباب الذي لا يعرف ماذا يريد، ومن هنا أهمية أغنية الفنان الشاب المبدع محمد عاطف، التي يستمد كلماتها من صميم واقع الشباب المغربي...