للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
الخرجة المبلحسة في "عزاء الفلسفة"
عبد الكريم سفير
هل كان المرحوم الجابري أو العروي او غيرهم يتذرعون بالانتاج الفكري للاخلال بالواجب المهني؟
السيد ناشيد يريد أن يعطي للملف بعدا ايديولوجيا وسياسيا يرتبط بالتضييق على نشاطه الفكري وحرية التعبير واضطهاد الفلسفة. وهذا غير مبرر. لانه متى يمكن أن يكون هذا صحيحا؟ عندما تصادر كتبه، ويحاكم من أجل أفكاره ويمنع من السفر لالقاء محاضراته او الحضور لقنوات وتمنع انشطته الثقافية في الملتقيات والندوات الوطنية. والدولية. إلا أن شيئا من هذا لم يحدث. فأين هو استهداف الفكر والفلسفة؟
للأسف نحن أمام ملف تأديبي تراكمي منذ 1995 إلى 2021 خضع فيها الاستاذ لأربعة مجالس تأديبية واستفاد من التدرج في العقوبة من الانذار إلى التنبيه إلى التوبيخ وصولا للعزل.
أما الحديث عن نقطة التفتيش التي نالها وهي 19.50 فالنظام المعمول به في التفتيش الابتدائي يقوم على الاقدمية وليس على الاستحقاق عكس تنقيط أساتذة الثانوي.
كان بإمكاني ان أردد مثل الجميع المعزوفات التي يجيدها الجميع، لكني آثرت الموضوعية والفعل العاقل على العواطف والانفعالات. فناشيد الذي بشر كثيرا بالفرح خلق موكبا من الحزن على ما لا يستحق أن يحزن عليه مثله. فشتان بين واقعه المهني كأستاذ للتعليم الابتدائي وبين إنجازاته المعرفية. فمقام الرجل أنه باحث وكاتب ومفكر. ولعل هذا الطلاق هو فأل خير عليه حتى يتفرغ للقراءة والكتابة والتفكير والتأليف وحضور الملتقيات الوطنية والدولية وفي القنوات بكل حرية. غير أن المفكر يجب أن يكون مسؤولا وصادقا. فجل أصدقاء سي سعيد الذين اعرف تفاجأوا بالخبر، لكن من زاوية أخرى. كيف ؟ ألم يخبرنا جميعا بأنه قد غادر سلك التعليم بعدما طلب التقاعد النسبي!!!! سعيد لازال يشتغل بالتعليم وأنه قد أحيل على مجلس تأديبي ووصل إلى العزل. هذا هو الوجه الذي اكتشفناه جميعا. ثم بعد ذلك كل السرديات التي تم ويتم تداولها.
وعليه فعوض البكاء علينا أن نفرح بالحرية ونصنع افقا جديدا للحياة. أليست هذه هي حكمة الفلسفة والعزاء؟
سعيد طفل لا يعرف بأنه بادعاء طائش يعرض سمعة المغرب الحقوقية للمساءلة ويسىء لنفسه وللمثثفين.
ومن موقعي ككاتب وطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة فإنني أؤكد ان وضع الفلسفة وضع اعتباري جيد داخل منظومة التربية والتكوين والتعليم الجامعي وفي الساحة الثقافية ولا توجد أي قوى تشن حربا على الفلسفة وحرية التفلسف. وكل من يريد أن يزج بالفلسفة في معارك ايديولوجية فارغة فإن الجمعية ستتصدى له بكل قوة.