الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
عبد الكريم سفير الكاتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة

الفيران بداو يخرجو من الغيران.. كاتب وطني لمدرسي الفلسفة بلحاس للريع من الظلامية

 
جلال مدني
 
خرج المدعو عبد الكريم سفير الكاتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة خرجة مثيرة، عنونها "عزاء الفلسفة"، تذكّر بفعايل المقزدرين، وفحواها "شكون حرق ليك شطاتك"، ظاهرها دفاع عن فلسفة مزعومة وعمقها يكشف عن مرتزق حقير، يتبحلس للإدارة، وللوزارة، وأساسا للظلامية، لعل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني يجود عليه بنظرة، قد تستتبعها توصية لوزيره في التعليم ليجود عليه بريع من حيث يحتسب...
 
الخرجة المبلحسة في "عزاء الفلسفة"
عبد الكريم سفير
هل كان المرحوم الجابري أو العروي او غيرهم يتذرعون بالانتاج الفكري للاخلال بالواجب المهني؟
السيد ناشيد يريد أن يعطي للملف بعدا ايديولوجيا وسياسيا يرتبط بالتضييق على نشاطه الفكري وحرية التعبير واضطهاد الفلسفة. وهذا غير مبرر. لانه متى يمكن أن يكون هذا صحيحا؟ عندما تصادر كتبه، ويحاكم من أجل أفكاره ويمنع من السفر لالقاء محاضراته او الحضور لقنوات وتمنع انشطته الثقافية في الملتقيات والندوات الوطنية. والدولية. إلا أن شيئا من هذا لم يحدث. فأين هو استهداف الفكر والفلسفة؟
للأسف نحن أمام ملف تأديبي تراكمي منذ 1995 إلى 2021 خضع فيها الاستاذ لأربعة مجالس تأديبية واستفاد من التدرج في العقوبة من الانذار إلى التنبيه إلى التوبيخ وصولا للعزل.
أما الحديث عن نقطة التفتيش التي نالها وهي 19.50 فالنظام المعمول به في التفتيش الابتدائي يقوم على الاقدمية وليس على الاستحقاق عكس تنقيط أساتذة الثانوي.
كان بإمكاني ان أردد مثل الجميع المعزوفات التي يجيدها الجميع، لكني آثرت الموضوعية والفعل العاقل على العواطف والانفعالات. فناشيد الذي بشر كثيرا بالفرح خلق موكبا من الحزن على ما لا يستحق أن يحزن عليه مثله. فشتان بين واقعه المهني كأستاذ للتعليم الابتدائي وبين إنجازاته المعرفية. فمقام الرجل أنه باحث وكاتب ومفكر. ولعل هذا الطلاق هو فأل خير عليه حتى يتفرغ للقراءة والكتابة والتفكير والتأليف وحضور الملتقيات الوطنية والدولية وفي القنوات بكل حرية. غير أن المفكر يجب أن يكون مسؤولا وصادقا. فجل أصدقاء سي سعيد الذين اعرف تفاجأوا بالخبر، لكن من زاوية أخرى. كيف ؟ ألم يخبرنا جميعا بأنه قد غادر سلك التعليم بعدما طلب التقاعد النسبي!!!! سعيد لازال يشتغل بالتعليم وأنه قد أحيل على مجلس تأديبي ووصل إلى العزل. هذا هو الوجه الذي اكتشفناه جميعا. ثم بعد ذلك كل السرديات التي تم ويتم تداولها.
 وعليه فعوض البكاء علينا أن نفرح بالحرية ونصنع افقا جديدا للحياة. أليست هذه هي حكمة الفلسفة والعزاء؟ 
سعيد طفل لا يعرف بأنه بادعاء طائش يعرض سمعة المغرب الحقوقية للمساءلة ويسىء لنفسه وللمثثفين.
ومن موقعي ككاتب وطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة فإنني أؤكد ان وضع الفلسفة وضع اعتباري جيد داخل منظومة التربية والتكوين والتعليم الجامعي وفي الساحة الثقافية ولا توجد أي قوى تشن حربا على الفلسفة وحرية التفلسف. وكل من يريد أن يزج بالفلسفة في معارك ايديولوجية فارغة فإن الجمعية ستتصدى له بكل قوة.

خرجة المدعو عبد الكريم سفير المقزدرة إساءة لكل مدرسي الفلسفة، لأن هذا المقزدر تحدث باسمهم جميعا، متخذا مادة الفلسفة مطية للوقوف المطلق إلى جانب الإدارة، وإلى جانب "سعادة الوزير"، و"معالي رئيس الحكومة"، واستعمل المفكرين الفيلسوفين الكبيرين عبد الله العروي ومحمد عابد الجابري، لإكمال صنيع الوزارة في الإساءة وإهانة المفكر التنويري سعيد ناشيد، في حين أن البلحاس لا يصل حتى إلى جوارب قدميه، لأن "المقزدر كيبقى مقزدر لا بوجه ولا كمارة"، والشامخون من قبيل سعيد ناشيد يبقون دائما شامخين فيما الأقزام مصيرهم الحظيظ ومزبلة المرتزقة... فماذا قدم هذا المرتزق للفكر والفلسفة حتى يخرج علينا بهاذ التنوعير؟! والفضيحة الأكبر هو إذا أحضرنا هاذ البلحاس ووضعناه أمام ناشيد، وقلنا له تناقش معه حول فكر العروي والجابري، وأنا شخصيا أعرف وجهات نظر ناشيد فيهما، ونقاشاته المثمرة واجتهاداته المؤكدة حول إنتاجاتهما الفكرية والفلسفية، لخرج هذا البلحاس من المناظرة صغيرا حقيرا جاهلا في حاجة إلى الروسيكلاج للخروج من الأمية الفكرية والفلسفية وأحرى أن يكون نقيبا لمدرسي الفلسفة! هزلت...

وليغطي على وجهه المقزدر، استعمل عبد الكريم سفير بلحاس الوزارة والإدارة والظلامية حقا في باطل بطريقة خبيثة، إذ يقول "السيد ناشيد يريد أن يعطي للملف بعدا إيديولوجيا وسياسيا يرتبط بالتضييق على نشاطه الفكري وحرية التعبير واضطهاد الفلسفة"! وفي "اضطهاد الفلسفة" تتكشف الفضيحة، إذ هي مناورة لاستدرار تأييد أساتذة الفلسفة، تحسبا لخروج أصوات مناهضة تسائله على علة إقحام الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة في "البصم بالعشرة" على قرار إداري مخدوم، والانضمام إلى صف الإدارة في إلصاق تهمة "الإخلال بالواجب"، بصيغة يخيل للمرء أن هذا المقزدر وكأنه عضو في المجلس التأديبي إياه، أو لكأنه عضو ضمن خلية الوزارة التي صاغت بيان الفضيحة!

والحق هنا أن للملف، فعلا، بُعدا إيديولوجيا وسياسيا يرتبط بالتضييق على نشاط سعيد ناشيد الفكري وعلى حريته في التعبير، باعتباره أحد رواد فكر التنوير في المغرب، الذي ذاعت كتبه وأفكاره في العالمين العربي والإسلامي وفي العالم، وباعتباره أحد كبار التنورين الذين يتصدون لفكر الظلام، ولقوى الظلام، والداعين لقيم التحديث والدمقرطة...
 
وبناء على ذلك، إن استهداف سعيد ناشيد هو استهداف لتيار عام موجود في المجتمع المغربي، يتصدر واجهة النقاش العمومي، حول الرؤى والبرامج والأفكار، لأن المعركة مع الظلامية، التي تسللت ووتفرع داخل المجتمع المغربي، ليست فقط سياسية، وإنما أيضا فكرية وثقافية وتربوية وتنويرية، فالظلاميون ليسوا مجرد تنظيم سياسي، بل هم ثقافة دينية، تستأسد أحيانا بالمواقع لاستقطاب شرذمة الانتهازين والمرتزقة والوصولين "اللي ما عندهم وجه سوى التقزدير"، من قبيل هذا البلحاس المدعو عبد الكريم سفير، الأمر الذي يجعل من كافة الديمقراطيين الحقيقيين، اليوم، أمام مسؤولية تاريخية، لأن أي تراخ في هذه المعركة، ستكون نتيجته تغوّل الظلامية، بكل ما يعني ذلك من فتح الباب أمام تنامي التطرف الديني وتصاعد العنف السياسي والعداء الظلامي للفكر التنويري، ولكل رموزه في السياسة والإعلام والثقافة والمعرفة، مقابل ضرب كل ما يمت بصلة إلى الانفتاح والتسامح والعقلانية في الفضاءات العامة والخاصة، سعيا إلى العودة بها إلى أزمنة التخلف والظلام...
 
والباطل هو عندما أقحم المرتزق المقزدر بلحاس الوزارة "اضطهاد الفلسفة"! شكون "يا ولد الذين" قال ليك راه سعيد ناشيد دفع باضطهاد الفلسفة؟ منين جبتيها يا مسمار ميدة الوزارة؟ إنها السّبّة، التي اعتمدها المقزدر ليحشر أنفه، وليعطي صورة بئيسة عن مدرسي الفلسفة، الذين أقحمهم في هذا التقزدير، ثم بعد ذلك يقدم هذا البلحاس شهادة "حسن سيرة وسلوك" للوزير ولرئيسه في الحكومة بالقول إنه "عندما تصادر كتبه، ويحاكم من أجل أفكاره ويمنع من السفر لإلقاء محاضراته أو الحضور لقنوات وتمنع أنشطته الثقافية في الملتقيات والندوات الوطنية والدولية. إلا أن شيئا من هذا لم يحدث. فأين هو استهداف الفكر والفلسفة؟"! وهذه مناورة بئيسة وبليدة وخبيثة، يلعب فيها البلحاس على التأويل لاستصدار أحكام المقصلة ضد ناشيد، ولمنح نياشين مجد مزعوم باحترام حرية الفكر والفلسفة لأمزازي وسيده العثماني! لعل المسكين يحظى بالتفاتة الاثنين ويكافئانه على تقزديره وتبلحيسه!

إن مدرسي الفلسفة، الذين عهدناهم دائما وأبدا، رجال فكر ونضال، وكانوا دائما في الصفوف الأماية لمواجهة كل أشكال الظلم، يستحقون كاتبا وطنيا أكثر من مجرد شخص مقزدر وبلحاس ولحاس كابة للوزير ولرئيس الحكومة في خرجة انتهازية يرجوا منها نوالا! فهل لديكما ألسي أمزازي وألسي العثماني نوالا تصدقوا به على هاذ البلحاس قبل ما يخرج لو عقلو؟ شوفو من حالو راه حالتو كتقطّع!
 
________________________________
ملحوظة: قد يقول قائل لماذا استعلت هذه اللغة؟ لأنها هي الجديرة بمثل هؤلاء المرتزقة المندسين